هى وهو واللقاء الأخير
السبت، 06 يوليو 2024 01:34 ص
وفاء أنور
وفاء أنور
جمعتهما قصة حب في فترة صباهما، كما جمعهما مشروع خطبة لم تكتمل، افترقا عن بعضهما تنفيذًا لحكم القدر، وأقام كل منهما بمكان بعيد كل البعد عن مكان الآخر .. مرت سنوات طوال تغلبت فيها على مشاعرها، وراحت تنحي جانباً كل ما يذكرها به، كانت كلما أخذها الشوق إلى ذلك الماضي الجميل الذي كان يسول لها خيالها جماله تهرب منه قدر المستطاع. في بداية الأمر استصعبت ذلك، لكن مع مرور الوقت اعتادت عليه، لقد حاولت مراراً البحث عنه في البداية رغبة منها في تتبع أخباره، إلا أن كل محاولاتها قد باءت بالفشل. استسلمت للأمر، ومضى بها قطار العمر كما مضى به.
في يوم لم يخطر لها ببال جمعتها الصدفة البحتة به، حين كانت تسير وهي في عجلة من أمرها لكي تلحق بموعدها المهم الذي خرجت مبكرًا من أجله. طوت الأرض بخطواتها ولم توقفها إلا مفاجأة جعلتها تصطدم به.. لم تنتبه إليه حين مرت بجانبه، إنها تجهله تمامًا بعد أن غيرت السنون ملامح وجهه، وبددت الأيام تفاصيلها وأضاعت منه أغلب صفاته.. ناداها باسمها فالتفتت إليه، ثم جالت بوجهه تتفحص ملامحه، لتتيقن بعدها أنها لم تره من قبل وأنها لم تعرفه. لقد امتلأ جسمه بشكل كبير، وتغير لون بشرته، وكسا الشيب رأسه، وتسلل الشعر الأبيض الكثيف إلى لحيته، تلك التي غلب عليها ظنها بأنه قد أطلقها من أجل أن يصعب عليها الأمر.
لم تتذكره إلا حينما ذكر لها اسمه ودلل على صدق روايته معها بحديثه عن ذكريات جمعت بينه وبينها، وهنا راحت تتمتم قائلة: "يا إلهي، هل من الممكن أن ينتصر الزمن على الإنسان ويثأر منه بتغييره إلى هذا الحد؟ لقد تمكن من الإطاحة بملامحه التي كنت أحفظها من قبل عن ظهر قلب، فكثيرًا ما أرقتني صورته في الماضي فانتزعت النوم من بين جفوني انتزاعًا، وها هو الآن يقف أمامي وأنا لم أستطع التعرف عليه.
طلب منها بإلحاح شديد أن تمنحه فرصة للجلوس والحديث معه في أقرب مكان عام، معبرًا لها عن سعادته الغامرة برؤيتها غير المتوقعة، وراح يحدثها عن أمله في أن تمنحه الفرصة لسرد حكايات عن زمن طال، زمن فرق بينها وبينه. شردت بذهنها بعيدًا للحظات، وراحت تذكر نفسها بأنه لم يعد هو، وما جدوى الحديث إذن مع شخص غريب، إنسان آخر لا تعرفه بعد أن التهمت السنوات معظم صفاته. تعجبت من الأمر، ثم رفضت طلبه على الفور.
إحساس بالغربة ملأ قلبها وعقلها في دقائق، وإن كادت تخفيه عنه مراعاة لشعوره، راحت الأفكار تغزوها وتبارزها فتهرب منها بالركض في طريقها للحاق بموعدها الذي ارتبطت به، ثم تضحك حين تذكر كم المعاناة التي عانتها من ألم فراقه في الماضي.
وتذكرت ساعتها أن النفس البشرية تظن دومًا أن المجهول يخفي وراءه نعيمًا لن يعوض، حتى يأتي يوم ندرك فيه أن الخيرة فيما اختاره الله لنا، فنشكره على ذلك ونحمده.
وفاء أنور
الرابط المختصر
آخبار تهمك
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الأحد 2 نوفمبر
02 نوفمبر 2025 05:00 ص
أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 1 نوفمبر 2025
01 نوفمبر 2025 09:06 ص
استقرار سعر الدولار اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 أمام الجنيه المصري
01 نوفمبر 2025 08:46 ص
ارتفاع سعر جرام الذهب اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 وعيار 21 يتخطى 5380 جنيهًا
01 نوفمبر 2025 07:16 ص
سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025
31 أكتوبر 2025 03:31 م
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي والبيض اليوم الجمعة 31 أكتوبر
31 أكتوبر 2025 06:00 ص
الأكثر قراءة
-
نجاة الإمام لـ«المصري الآن»: «نوستالجيا ٨٠/٩٠» تجربة ممتعة وتعاون مثمر مع تامر عبدالمنعم
-
بروتوكول تعاون بين معهدي بحوث الإلكترونيات وبحوث أمراض العيون
-
شيرين أحمد طارق أول مصرية تشرق من برودواي إلى المتحف المصري الكبير
-
"لغز السيد س".. وليد علاء الدين يفتح أسرار اقتناص الخيال في الكتابة
-
نادية الجندي تتخلى عن الفساتين وتفاجئ جمهورها ببدلة رجالي
-
بعثة بيراميدز تغادر إلى الإمارات غدًا استعدادًا للسوبر المصرى
-
شبانة: توروب يفقد الثقة في نجوم الأهلي والخطيب مطالب بالتدخل قبل السوبر
-
التعادل السلبي يحسم مباراة الأهلي والمصري
-
التعادل السلبي يحسم الشوط الأول من مباراة الأهلي والمصري
-
بمشاركة مرموش مانشستر سيتي يتخطى بورنموث بثلاثية ويصعد لوصافة الدوري الإنجليزي
أكثر الكلمات انتشاراً