الثلاثاء، 24 يونيو 2025

01:33 ص

خالد جلال: رحيل عامر التوني خسارة كبيرة للفن الصوفي المصري

الأحد، 02 فبراير 2025 11:17 م

إسراء علي

الفنان عامر التوني

الفنان عامر التوني

رحل عن عالمنا اليوم الأحد الفنان المنشد الدكتور عامر التوني، مدير مركز الإبداع الفني بقبة الغوري، مؤسس فرقة المولوية المصرية، عن عمر يناهز الـ ٦٠ عامًا.

وبهذا الخبر الأليم، فقد فقدت الساحة الفنية أحد أبرز الأسماء التي أسهمت في تجديد وتطوير فن الإنشاد الصوفي في مصر، والذي أصبح له جمهور كبير داخل وخارج البلاد.

وكان الدكتور عامر التوني، شخصية فنية رائدة، عرفها الجمهور من خلال إسهاماته الثرية في مجال الإنشاد الصوفي، حيث كان من بين المبدعين الذين أعادوا تقديم هذا النوع الفني الأصيل بأسلوب عصري قريب من قلب الجمهور.

كانت فرقة المولوية المصرية، التي أسسها عامر التوني، إحدى أبرز الفرق التي ساهمت في إحياء التراث الصوفي المولوي، وجعلته يصل إلى جمهور عالمي، وذلك عبر عروض مميزة شارك فيها كبار الفنانين والموسيقيين في مجال الإنشاد.

واعتبره المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح، أحد الأسماء التي ستظل حاضرة في ذاكرة الفن المصري، مشيرًا إلى أن الدكتور عامر التوني ترك إرثًا فنيًا كبيرًا، سيستمر عبر الأجيال المتعاقبة.

وقال جلال في نعيه: "رحل الدكتور عامر التوني بعد أن قدم الكثير للفن المصري والعالمي في مجال الإنشاد الصوفي، وترك بصمة كبيرة في قلوبنا جميعًا". وأضاف جلال، في تأبينه للفنان الراحل، أن فقدان التوني يعد خسارة كبيرة للفن والموسيقى في مصر، حيث كان يتمتع بموهبة فريدة وشغف كبير في تطوير التراث الصوفي، وتابع: "نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان".

كان التوني يتمتع بشعبية كبيرة، فقد شارك في العديد من الفعاليات الفنية الكبرى، منها عروضه المتميزة في برنامج "هل هلالك" الذي ينظمه قطاع المسرح في رمضان سنويًا، وكذلك مشاركاته الدائمة في ملتقى الهناجر الثقافي، الذي يعتبر أحد أرقى الملتقيات الثقافية في مصر، وقد أضافت عروضه لمسة خاصة للفعاليات الفنية، وكان يتمتع بشعبية واسعة داخل الأوساط الثقافية والفنية.

وقد حرص الفنان الراحل على تقديم الفن الصوفي بشكل يجمع بين الأصالة والحداثة، حيث كان يقدمها في قالب موسيقي متجدد يستقطب جميع الفئات العمرية. 

كانت فرقة المولوية المصرية التي أسسها عام 1998، معروفة بعروضها التي كانت تجمع بين الرقص الدائري، الذي يعكس التراث المولوي، والغناء الصوفي الجميل الذي يلامس الأرواح. وكان الهدف الأساسي لهذه الفرقة هو نشر هذا الفن العريق بين الجمهور المصري والعالمي مع الحفاظ على خصوصيته المصرية.

وقد عمل التوني طوال مسيرته الفنية على دمج العديد من الأساليب الموسيقية العالمية مع الطابع الصوفي، الأمر الذي جعل له قاعدة جماهيرية كبيرة حول العالم. في الوقت نفسه، كانت فرقة المولوية تركز على إبراز جماليات التراث المولوي المصري بشكل يواكب العصر.

لم يكن الدكتور عامر التوني مجرد فنان فقط، بل كان أيضًا باحثًا موسيقيًا ومؤرخًا للحضارة الصوفية، وكان دائمًا يسعى لتعريف الجمهور العربي والعالمي بالفن الصوفي المولوي، ويراعي أن تكون عروضه الفنية محملة بالقيم الروحية والفكرية. وكان له دور محوري في إثراء المشهد الثقافي المصري والعربي، وقد ساهم بفاعلية في دعم الحركة الفنية الصوفية التي بدأت في العودة إلى الساحة الفنية في السنوات الأخيرة.

إن رحيل الدكتور عامر التوني يشكل فقدًا عميقًا في الساحة الفنية، خاصة في مجال الإنشاد الصوفي الذي أصبح بفضله يحظى بشعبية كبيرة.

 و برغم رحيله، إلا أن إرثه الفني سيظل حيًا في ذاكرة كل من عشقوا فن الإنشاد الصوفي، و سيظل اسمه محفورًا في قلب كل محب لهذا النوع الفني الجميل.

search