الأحد، 01 يونيو 2025

09:55 ص

الأمم المتحدة: إسرائيل سمحت بإدخال 100 شاحنة مساعدات

الثلاثاء، 20 مايو 2025 03:35 م

محمد عماد

شاحنات مساعدات

شاحنات مساعدات

وسط مشهد إنساني بالغ القسوة، توافد مئات الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى مناطق شمال قطاع غزة، في محاولة يائسة للحصول على ما يسد رمقهم بعد أسابيع من الجوع وانعدام مقومات الحياة الأساسية. النازحون، الذين أرهقهم الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 11 أسبوعًا، اصطفوا في طوابير طويلة على أمل الحصول على مساعدات غذائية، قد تأتي أو لا تأتي.

في جنيف، أعلن ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن الأمم المتحدة حصلت على موافقة إسرائيلية لإدخال "نحو 100 شاحنة" من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. ورغم هذه التصريحات، لم يتم الإعلان عن موعد محدد لعبور تلك الشاحنات، ما يُبقي الأهالي في غزة رهائن للانتظار، في ظل ظروف معيشية توصف بأنها "كارثية" بكل المقاييس.

يوم الإثنين، دخلت تسع شاحنات مساعدات فقط عبر معبر كرم أبو سالم، تحمل مواد أساسية تابعة للأمم المتحدة. ووفقًا لمسؤولي المنظمة، فإن هذه الشاحنات، رغم أهميتها، تمثل "قطرة في محيط" بالنظر إلى حجم الاحتياجات الهائلة لنحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.

وأوضح لايركه، في مؤتمر صحفي، أن فرق الأمم المتحدة استلمت هذه الشاحنات يوم الثلاثاء، وبدأت عملية التوزيع بالتنسيق مع الوكالات الإنسانية العاملة في الميدان. وقد تولى برنامج الأغذية العالمي توزيع أربع شاحنات، فيما أوكلت مهمة توزيع واحدة إلى منظمة اليونيسف، في وقت تستعد فيه بقية الجهات لتوسيع نطاق التوزيع حال السماح بوصول المزيد من الشاحنات.

ورغم التصريحات المتفائلة نسبيًا حول دخول "عدد كبير" من الشاحنات الإضافية قريبًا، فإن التفاصيل تبقى غامضة، ما يثير القلق لدى المنظمات الإنسانية، التي سبق أن أطلقت تحذيرات عاجلة من "خطر مجاعة حرج" يهدد أرواح السكان، وفق تقرير رسمي صدر في 12 مايو عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

في المقابل، تتصاعد أصوات الغضب من داخل القطاع، حيث شهدت مدينة خان يونس تظاهرات حاشدة تطالب حركة حماس بإبرام اتفاق يفضي إلى وقف الحرب، في ظل شعور متنامٍ بين المواطنين بأنهم تُركوا وحدهم يواجهون الموت جوعًا وقصفًا.

ويظل المشهد في غزة مرآة حقيقية للفشل الإنساني العالمي، في وقت أصبحت فيه لقمة العيش أملًا بعيد المنال لمئات الآلاف من الأبرياء العالقين بين مطرقة الحرب وسندان الحصار.

search