الأربعاء، 04 يونيو 2025

02:54 ص

إسرائيل تتهم ماكرون بشن "حرب صليبية" بعد دعوته لوقف الحرب علي غزة

الجمعة، 30 مايو 2025 07:47 م

محمد عماد

ايمانويل ماكرون

ايمانويل ماكرون

أطلقت تل أبيب هجومًا غير مسبوق على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهمة إياه بشنّ ما وصفته بـ"حرب صليبية على الدولة اليهودية"، وذلك عقب تصريحات حازمة أدلى بها خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة، دعا فيها المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل إذا استمر تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وجاء في بيان ناري صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الجمعة، أن "لا وجود لحصار إنساني على غزة"، واصفة تصريحات ماكرون بأنها "كذب فاضح"، في إشارة إلى اتهامات باريس المتكررة بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وذكّرت الخارجية الإسرائيلية بأنها قد استأنفت بالفعل إدخال المساعدات، واعتبرت أن تصريحات ماكرون تصب في مصلحة "الإرهابيين الجهاديين"، على حد تعبيرها.

اتهامات إسرائيلية

وفي لهجة عدائية واضحة، أضاف البيان الإسرائيلي: "بدلاً من ممارسة الضغط على حماس والمنظمات الإرهابية، يفضّل ماكرون مكافأتهم بمنحهم دولة فلسطينية"، مضيفًا بسخرية لاذعة: "لا شك أن عيدهم الوطني سيكون في السابع من أكتوبر"، في إشارة مباشرة لهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي كان بداية مرحلة جديدة من التصعيد الدموي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ماكرون يلوّح بالعقوبات ويؤكد التزامه بحل الدولتين

وفي المقابل، جاء موقف الرئيس الفرنسي واضحًا ومباشرًا، إذ أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء سنغافورة، لورانس وونغ، أن فرنسا "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة. وقال ماكرون إن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يعد مجرد خيار سياسي، بل هو واجب أخلاقي يتماشى مع مبادئ العدالة والإنصاف".

وأضاف أن الحصار المفروض على غزة "يخلق وضعًا غير مقبول أخلاقيًا ولا يمكن الدفاع عنه"، مشيرًا إلى أن استمرار الوضع الراهن دون استجابة إنسانية مناسبة خلال الساعات أو الأيام المقبلة "سيدفع باريس إلى تشديد موقفها، وربما اتخاذ خطوات ملموسة"، من بينها النظر في فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في العنف ضد الفلسطينيين.

فرنسا والسعودية تقودان مؤتمرًا دوليًا لحل الدولتين

وتأتي هذه التطورات في سياق استعداد فرنسا، بالشراكة مع السعودية، لتنظيم مؤتمر دولي حول حل الدولتين في الفترة من 17 إلى 30 يونيو بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهي مبادرة تهدف إلى إحياء مسار السلام المتعثر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط رفض متزايد داخل الحكومة الإسرائيلية لمبدأ إقامة دولة فلسطينية.

 

search