السبت، 07 يونيو 2025

08:24 م

ترامب يتهم كييف بمنح بوتين "الذريعة" لتصعيد هجومها علي أوكرانيا

السبت، 07 يونيو 2025 11:02 ص

محمد عماد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انتقادات لاذعة لأوكرانيا، متهمًا إياها بأنها "قدمت الذريعة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتصعيد القصف المكثف على أراضيها، محذرًا في الوقت ذاته من "احتمال اندلاع حرب نووية" إذا استمر التصعيد العسكري المتبادل.

وجاءت تصريحات ترامب في مقابلات وتصريحات نقلتها عدة وسائل إعلام غربية، حيث قال:

"لقد أعطوا بوتين مبررًا لقصفهم قصفًا عنيفًا الليلة الماضية. لم يعجبني ما رأيته، وعندما تابعت التفاصيل قلت: ها هي الضربة قادمة".
في إشارة واضحة إلى التطورات العسكرية الأخيرة التي شهدت ضربات روسية مكثفة استهدفت مواقع أوكرانية، بعضها في عمق البلاد.

مكالمة مثيرة للجدل مع بوتين

وفي تطور لافت، كشف ترامب أنه أجرى مكالمة هاتفية مطوّلة مع الرئيس بوتين استمرت ساعة و15 دقيقة، وذلك يوم الأربعاء الماضي، ناقش خلالها الطرفان الهجمات المتبادلة بين أوكرانيا وروسيا، وخصوصًا استهداف المطارات الروسية، حيث قال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال":

"ناقشنا الهجوم على الطائرات الروسية من قبل أوكرانيا، بالإضافة إلى هجمات أخرى متنوعة من كلا الجانبين".
وأضاف: "انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، في خطوة غير معتادة بالنسبة لرئيس أميركي سابق، قد تثير جدلًا داخل الدوائر السياسية الأميركية.

تحذير من التصعيد النووي

وفي تعليق مثير للقلق، قال ترامب إنه يأمل ألا توقف روسيا المفاوضات بشأن تسوية النزاع مع أوكرانيا، محذّرًا من احتمال تطور الأوضاع إلى درجة اندلاع حرب نووية، وهو سيناريو لطالما تحدث عنه ترامب في سياق انتقاداته للسياسات الخارجية للبيت الأبيض تحت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

كما أكد ترامب أنه تحدث إلى بوتين محاولًا ثنيه عن الرد على الضربات الأوكرانية، مضيفًا:

"قلت له: لا تفعلوا ذلك. لا ينبغي لكم الرد"، لكنه أشار إلى أن بوتين رد عليه بقوله: "ليس لدينا خيار آخر سوى الرد على الهجمات".

رد روسي وتأكيد على تعقيد التفاوض

من جهته، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرّح مؤخرًا بأن الهجمات التي تنفذها أوكرانيا ضد المدنيين الروس تهدف إلى تعطيل مفاوضات السلام، متهمًا كييف بأنها "تفتقر إلى الحد الأدنى من الثقافة السياسية"، وهو ما قد يُفسر كمؤشر على تصلب موقف موسكو تجاه العملية التفاوضية.

أبعاد سياسية داخلية

وتأتي تصريحات ترامب في وقت يشهد فيه السباق الرئاسي الأميركي لعام 2024 تصعيدًا حادًا، حيث يواصل الرئيس السابق حملته الانتخابية وسط تصاعد الانتقادات الموجهة لإدارة بايدن في التعامل مع ملف الحرب الأوكرانية. ويرى مراقبون أن ترامب يسعى عبر هذه التصريحات إلى تعزيز صورته كزعيم قادر على نزع فتيل الأزمات الدولية، حتى وإن تطلب الأمر التواصل المباشر مع خصوم واشنطن التقليديين.

ويُتوقع أن تثير هذه التصريحات نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية، خصوصًا فيما يتعلق بما إذا كان من الملائم لرئيس سابق التحدث مباشرة إلى قادة دول معادية في سياق نزاع عسكري قائم.

search