وكيل الأزهر: الفتوى صناعة وليس كل من تصدر شاشىة أو وسيلة اعلامية يعد مفتيا
الثلاثاء، 12 أغسطس 2025 12:43 م
السيد الطنطاوي

دكتور محمد الضويني
أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن الفتوى صناعة، وعِلم له مقومات وأركان ومبادئ، يصنع المفتي صُنعًا، مشيرا إلى أنه ليس كلُّ مَن تصدَّرَ شاشةٍ أو وسيلةٍ إعلاميَّةٍ يعد مفتيًا، وإن توارى خلف مصطلحاتِ العلمِ.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، التي ألقاها نيابة عن فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وفي مستهلِّ كلمته، نقل الدكتور الضويني تحياتِ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورجاءه بأن يُحقق المؤتمر أهدافَه المنشودة، وأن تُثمر جلساته عن بحوث جادة ورصينة تبرز مرونة الفكر الإسلامي، وقدرته على مواكبة التغيرات التقنية، وتعزز دور المؤسسات الدينية في التفاعل الإيجابي مع أدوات العصر.
وأشاد وكيل الأزهر بجهود دار الإفتاء المصرية بقيادة فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في اختيار موضوع المؤتمر، مؤكدًا أن اختيار عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" يعكس وعيًا عميقًا بضرورة إعداد المفتين إعدادًا متوازنًا يجمع بين التأصيل الشرعي والمهارات الرقمية.
وأشار إلى أن الفتوى ليست مجرد كلمة عابرة من نوع "يجوز" أو "لا يجوز"، بل هي عملية علمية مركبة تبدأ بفهم المسألة من واقع السائل، ثم تكييفها على القواعد الفقهية، وصولًا إلى إصدار الحكم بعد النظر في المآلات، مؤكدًا أن هذه الصناعة تتطلب وعيًا شرعيًّا راسخًا وبصيرةً نافذة.
ولفت الدكتور الضويني النظر إلى أن التاريخ الإسلامي حافل بتحذيرات العلماء من التجرؤ على الفتوى بلا علم، مستشهدًا بقول عبد الرَّحمنِ بن أبي ليلى، من كبار التابعين: "أدرَكتُ عِشـرينَ ومِئةً مِنَ الأنصارِ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ما مِنهم من أحَدٍ يُحَدِّثُ بحَديثٍ إلَّا ودَّ أنَّ أخاه كَفاه إيَّاه، ولا يُستَفتى عن شَيءٍ إلَّا وَدَّ أنَّ أخاه كَفاه الفتوى".
وشدَّد وكيل الأزهر على أن الذكاء الاصطناعي لا يُمكن أن يكون بديلًا عن المفتي المؤهَّل أو الراسخ الذي يحمل على عاتقه أمانة البيان عن الله تعالى، واستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها المعتبرة بفهم عميق وإدراك دقيق لمقاصد الشريعة من ناحية، ولأحوال الناس المتجددة من ناحية أخرى، موضحًا أن لهذه التقنيات الحديثة دورًا بنَّاءً في مجال الإفتاء، وفي خدمة العلماء والمفتين، من خلال تيسير الوصول إلى المصادر والمراجع، وترتيب البيانات وتحديثها، وتحليل كَمٍّ كبيرٍ من الفتاوى الشرعية، وإتاحة إجابات أولية سريعة مبنية على المعلومات الموثوقة والمخزنة، بما يسهم في دعم منظومة الفتوى، وإثراء محتواها وترشيدها.
وأكد الدكتور الضويني أن الذكاء الاصطناعي يمكن استثمار أدواته لزيادة دقة البحث، وسرعة الوصول إلى النصوص، وربط القضايا بنظائرها ومستجداتها، موضحًا أن العقل البشري والمَلَكة الفقهية هما الفيصل والحاكم في إصدار الفتوى؛ فصناعة الفتوى لا تقف عند حدود استخراج نصوص محفوظة، وفتاوى ثابتة، بل هي عملية اجتهادية تقتضي فقهًا دقيقًا، وبصيرة نافذة، وفهمًا لمقاصد الشريعة، وربطًا دقيقًا بين النص الشرعي والواقع الذي يمر به المستفتي، وفهمًا للمصالح والمفاسد، وإدراكًا لخصوصية الزمان والمكان.
وأوصى الدكتور الضويني بضرورة وضع ميثاق أخلاقي يضبط التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بما يضمن ألا يتحول من أداة نافعة إلى وسيلة تنتهك الخصوصية، وتُقوِّض القيم والمبادئ الأخلاقية التي يقوم عليها تماسك المجتمعات. كما أوضح أن الأزهر الشريف يعمل حاليًّا على صياغة وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال لجنة عليا بإشراف فضيلة الإمام الأكبر.
وفي ختام كلمته، طرح الدكتور الضويني جملة من التساؤلات العميقة التي تعكس وعيًا بخطورة المرحلة، مؤكدًا أنَّ الذكاء الاصطناعي يفرض على العلماء والمفتين وأبناء العصر وقفة جادة، وتساءل: "أين هِمم الباحثين والمجتهدين في زمن التوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟ وهل أصبح لزامًا علينا أن نتمسك أكثر بأصولنا العلمية والشرعية لتكون صمام أمان ضد أي تزييف أو تحيز معرفي؟"، كما دعا إلى الانتقال من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل والمؤثر في إدارة هذه التقنية، حتى لا نصبح أسرى للشاشات، ولا تُدار عقولنا من وراء البحار.
واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على ضرورة إعداد قائمة بالكفاءات والمهارات العلمية والعملية التي يجب أن تتوفر فيمن يتصدر للإفتاء باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، محذرًا في الوقت ذاته من ذوبان الهوية وضياع الشخصية في الفضاء الرقمي.
وحول القضية الفلسطينية، أدان الدكتور الضويني ما يقوم به الإرهاب الصهيوني من هدم وتخريب متعمد داخل الأراضي الفلسطينية، واستمراره في الاعتداءات الدموية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدًا أن تلك الأعمال الوحشية تعد مظاهر ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد القضية الفلسطينية، كما ثمن دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية وجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
اقرأ أيضا:
دكتور نظير عياد يحذر من "هلوسة الذكاء الاصطناعي" في مجال الفتوى
وزير الأوقاف: الرشد هو الغاية من الدين وشرائعه وأحكامه في زمن الذكاء الاصطناعي
الرابط المختصر
آخبار تهمك
أسباب الرالي الصعودي للمعادن ولماذا تفوقت الفضة على الذهب؟
07 أكتوبر 2025 05:34 م
تحليل "كابيتال دوت كوم": المتداولون الأفراد يغلقون مراكز الشراء في مؤشرات آسيا الكبرى
06 أكتوبر 2025 03:12 م
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الاثنين 6 أكتوبر
06 أكتوبر 2025 04:00 ص
سعر جرام الذهب.. أسعار الذهب في الإمارات اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025
05 أكتوبر 2025 01:11 م
سعر جرام الذهب في العراق اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025
05 أكتوبر 2025 12:43 م
سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025
05 أكتوبر 2025 12:40 م
الأكثر قراءة
-
وكيل صلاح الدين مصدق يكشف حقيقة شكوى اللاعب ضد الزمالك بشأن مستحقاته
-
الرئيس السيسي: تطوير التعليم أولوية وطنية وبدء صرف حافز بقيمة ألف جنيه للمعلمين
-
توقعات برج الثور لشهر أكتوبر 2025 في الحب والزواج والمال والعمل
-
منتخب مصر يواجه جيبوتي بالزي الرسمي في تصفيات كأس العالم للأندية
-
أحمد دياب: نعيش لحظات تاريخية مع منتخب مصر لتحقيق حلم كأس العالم
-
وزير الشباب والرياضة يؤازر منتخب مصر قبل مواجهة جيبوتي
-
كواليس مران منتخب مصر الختامي استعدادا لمواجهة جيبوتي في تصفيات كأس العالم
-
رئيس بعثة منتخب مصر في المغرب يكشف كواليس الاستعدادات قبل مواجهة جيبوني
-
شوبير يكشف سبب تأخر الأهلي في ملف المدرب الجديد وموقف النحاس
-
صلاحيات كاملة لـ نبيل الكوكي لتحديد صفقات المصري البورسعيدي
-
توقعات برج الجوزاء لشهر نوفمبر 2025 وقت التغييرات الإيجابية
-
توقعات برج الثور لشهر نوفمبر 2025 تميل إلى الهدوء والتأمل والتخطيط
-
توقعات برج الحمل لشهر نوفمبر 2025 الطموح طريقك للنجاح
-
توقعات برج الثور لشهر أكتوبر 2025 في الحب والزواج والمال والعمل
-
التحقيق مع عصام صاصا وآخرين في واقعة مشاجرة ملهى ليلى شهير بدار السلام
أكثر الكلمات انتشاراً