خطبة وزارة الأوقاف غدا الجمعة 29 أغسطس 2025م ـ 6 ربيع الأول 1447هـ
الخميس، 28 أغسطس 2025 09:13 ص
السيد الطنطاوي
وزارة الأوقاف
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة غد الجمعة، الموافق 29 أغسطس 2025م، الموافق 6 ربيع الأول 1447هـ، بعنوان: ”سَمَاحَةُ الإِسْلَامِ"، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بصور ومظاهر سماحة الإسلام، ووجوب نشر ذلك بشكل عمليّ.
وأما الخطبة الثانية فحددت الوزارة موضوع “مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف”، وكيفية ذلك.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بخطبة الجمعة القادمة 29 أغسطس 2025م لوزارة الأوقاف "سَمَاحَةُ الإِسْلَامِ “مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف”، وتدعو الأئمة إلى الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير.
نص الخطبة الأولى
سماحةُ الإسلامِ
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، فطرَ الكونَ على الرحمةِ، وبثَّ في الوجودِ آياتِ الحكمةِ، نحمدُه سبحانَهُ على نعمةِ الإسلامِ، دينِ السماحةِ والسلامِ، الذي شرع لنا سبلَ الخيرِ، وأنارَ لنا دروبَ اليُسر، وَنَسْأَلُهُ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فإنّنا نعيشُ أيامًا مباركةً نستحضرُ فيها ذِكرَى مَوْلدِ سيدِ الخلقِ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، الذي أرسلَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ، ومَن تدبَّر سيرتَهُ العطرةَ وجدَ السماحةَ منهجًا نورانيًّا في حياتِه كلِّها، في بيتِهِ، مع أصحابِهِ، مع أعدائِهِ، فلم يُكره أحدًا على الإسلامِ، بل دعا بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ؛ إنّهُ نبيُّ السماحةِ، في القولِ والعملِ، في العبادةِ والمعاملةِ، في السلمِ والحربِ.
عبادَ اللهِ، تأمَّلُوا هذا المشهدَ العظيمَ الذي تتبدّى فيهِ سماحةُ هذا الدينِ الفخيمِ، حيث أرادَ «ثمامةٌ» أن يؤذيَ المسلمينَ، فجيء به إلى منبعِ السماحةِ والرحمةِ صلوات ربي وسلامه عليْهِ الذي كان عنوانًا للجمالِ الممزوجِ بالجلالِ، فكانَ جمالُ الخُلُقِ، ورحابةُ الصدرِ، والتعاملُ الراقي، والقلبُ الكبيرُ، حين سرى الأمرُ المحمديُّ «أطلقوا ثمامة» قطرةَ ندى تسقطُ على أرضٍ عطشى؛ لتشقَّ طريقَ الإيمانِ إلى أعمقِ زوايا قلبِ ثُمَامة، فتذيب جليدَ العداوةِ المستحكمةِ، وتحوِّل الخصمَ اللدودَ إلى صحابيٍّ جليلٍ يردّد تلك الكلماتِ الخالدةَ: «أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأشهد أن محمدًا رسولُ الله»، ثم أردفَ بكلماتٍ تُخلدُ سماحةَ هذا الدينِ في النفوسِ: «واللهِ يا محمدُ، ما كانَ على وجهِ الأرضِ وجهٌ أبغض إليَّ مِن وجهكَ، فقد أصبحَ وجهُكَ أحبَّ الوجوهِ إليَّ، وما كان من دينٍ أبغض إليَّ مِن دينِكَ، فأصبحَ دينُكَ أحبَّ الدينِ إليَّ».
أيّها الكرامُ، إنَّ خطابَ الكراهيةِ الذي حرَّف مقاصدَ الشرعِ الشريفِ وشوَّهَ صورةَ الإسلامِ النقيةَ الزاهيةَ، قد جعلَ من التعاملِ مع غيرِ المسلمينَ بابًا للغلظةِ والعداوةِ، ولكن تدبَّرُوا وتروَّوْا: ألم يأتِ الإسلامُ ليحررَ العقولَ من قيودِ الغلوِّ والتشددِ؟ أليسَ الخطابُ المحمديُّ الممزوجُ بالسماحةِ والعدلِ والرأفةِ يطلقُ الأرواحَ مِن سجونِ الشحناءِ والبغضاءِ؟ أما رأيتم الجنابَ المعظمَ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليهِ سيدَ أهلِ التسامحِ يقومُ لجنازةِ غيرِ مسلمٍ، ويزورُ مريضًا على غيرِ دينِه، فكان مثالًا حيًّا لما يدعو إليه هذا البيانُ الإلهيُّ: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْـمُقْسِطِينَ}، فلنواجهِ الفكرَ المتطرفَ بسماحةِ الدينِ، فإنَّ دينَنا الحنيفَ ينبذُ العنفَ والإقصاءَ، ويعلي من شأنِ التسامحِ والتعايشِ مع الدنيا كلِّها.
أيتها الأمةُ المرحومةُ، إنّ الإسلامَ رحمةٌ مُهداةٌ، ونعمةٌ مسداةٌ، أراد بنا اليسرَ لا العسرَ، والتخفيفَ لا التشديدَ، قال اللهُ جلَّ جلالُه: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، وقد ترجمَ نبُّينا صلّى الله عليه وسلَّم هذا المبدأَ بقولِه الذي بات دستورًا للمسلمين: «يسِّرُوا ولا تعسِّرُوا، وبشِّرُوا ولا تنفِّرُوا»، ففي الصلاةِ قصرٌ وجمعٌ، وفي الصيامِ رخصةٌ، وفي التكاليفِ تخفيفٌ، كلُّ ذلك؛ ليصبحَ الدينُ سلوةً للقلبِ، لا كربًا على الروحِ.
اعلموا أيها الكرامُ أنّ سماحةَ الإسلامِ أمانةٌ في أعناقِنا، فعليْنا أن نترجمَ هذه السماحةَ إلى واقعٍ ملموسٍ، وسلوكٍ يُرى، وأثرٍ يُلمَس، فليكنْ كلُّ واحدٍ منا سفيرًا صادقًا لدينِهِ، بابتسامتِهِ، بصدقِهِ، بأمانتِهِ، بعفوِهِ، ولتصبحْ أفعالُنا خيرَ دليلٍ على ما نحملُ مِن قيمٍ، فكم من قلوبٍ أسلمتْ بالإحسانِ ما لم تُسلم بالبيانِ.
نص الخطبة الثانية
الاحتفالَ بذكرى المولدِ النبويِّ الشريفِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فإن الاحتفالَ بذكرى المولدِ النبويِّ الشريفِ مِن أفضلِ الأعمالِ وأعظمِ القرباتِ؛ لما فيه مِنَ التعبيرِ عنِ الحبِّ والفرحِ بسيدِنا رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، الذي هو أصلٌ مِن أصولِ الإيمانِ؛ فافرحوا أيُّها المسلمونَ بمولدِ الجنابِ الأنورِ صلوات ربي وسلامُهُ عليْهِ فرحةً تجمعُ الناسَ على ذكرِه، والإنشادِ في مدحه، والثناءِ عليه صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم، اقرءوا سيرتَه العطرةَ، تأسَّوا بأخلاقِه وشمائلِه، أطعِموا الطعامَ على حبِّه، تصدَّقوا على الفقراءِ والمساكينِ، وسِّعُوا على الأهلِ والجيرانِ؛ إعلانًا لمحبتِهِ، وفرحًا بظهورِهِ وشكرًا للهِ تعالى على منتِهِ بولادَتِهِ.
يا خيرَ أمةٍ لخيرِ نبيٍّ، املأُوا الدنيا بذكرِ سيدِنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلم والصلاةِ والسلامِ عليه، التفُّوا حولَ مجالسِ السيرةِ النبويةِ والشمائلِ المحمديةِ في البيوتِ والمساجدِ، اجعلُوا ذكرى مولدِ الحبيبِ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم منطلقًا لتجديدِ العهدِ مع اللهِ على التمسكِ بسنّتهِ، والاقتداءِ بأخلاقِه الشريفةِ، علِّموا أبناءَكم سيرةَ نبيِّهم في البُيوتِ والمدارسِ والمساجدِ، وأحيُوا المجالسَ التي تُذكِّر بخصالِهِ العطرةِ، واغرِسُوا في القلوبِ محبتَهُ بقراءةِ القرآنِ والسنّةِ، وبالعملِ الصالحِ والإحسانِ إلى الناسِ، فالمحبةُ الصادقةُ ليست كلماتٍ تُقال، بل سلوكٌ يُرى وأثرٌ يُلمَس.
ويا أيّها الآباءُ، عطِّروا بيوتَكم بالقصصِ الشريفِ لسيرةِ خاتمِ الأنبياءِ صلواتُ ربّي وسلامُهُ عليْهِ، بأسلوبٍ مبسّطٍ يغرسُ في أبنائِكُمْ حبَّ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم والشوقَ لرؤيتِه ورؤْيَاهُ.
اللهمّ احفظْ بلادَنَا من كلِّ سوءٍ.. وابْسُطْ فيهَا بِساطَ الرِّزقِ الوفيرِ والبركة العظيمة
الرابط المختصر
آخبار تهمك
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي والبيض اليوم الأحد 14 ديسمبر
14 ديسمبر 2025 08:30 ص
مطار مرسى علم يستقبل 25 رحلة طيران دولية اليوم
14 ديسمبر 2025 07:59 ص
سعر جرام الذهب في مصر اليوم الأحد 14 ديسمبر 2055 ما سعر عيار 21
14 ديسمبر 2025 07:05 ص
أسعار جرام الذهب في الإمارات اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025
14 ديسمبر 2025 07:00 ص
سعر الذهب اليوم في السعودية الأحد 14 ديسمبر 2025
14 ديسمبر 2025 06:57 ص
أسعار جرام الذهب في العراق اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025
14 ديسمبر 2025 06:52 ص
الأكثر قراءة
-
توقعات الأبراج ليوم الأحد 14 ديسمبر 2025: حظك اليوم يشجعك على توسيع دائرة علاقاتك
-
د.جمال المجايدة يكتب: مستقبل الصحافة الورقية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة والإعلام الجديد
-
توقعات الأبراج ليوم الإثنين 15 ديسمبر 2025: حظك اليوم ابتعد عن التوتر
-
وفاة الدكتور محمد عبداللاه رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق
-
أحمد السقا يكشف حقيقة حذفه لفيديو دعم محمد صلاح
-
موعد مباراة ريال مدريد وديبورتيفو ألافيس في الدوري الإسباني
-
مرموش يخوض مباراته الأخيرة مع مانشستر سيتي قبل معسكر الفراعنة
-
نجوم الكرة المصرية يشاركون ربيع ياسين فرحة زفاف ابنته
-
مواعيد مباريات اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة لها
-
نجم الأردن السابق: أتمنى انتقال يزن النعيمات للأهلي لأنه من أكبر الأندية
-
وزيرة التخطيط تصل تيرانا لرئاسة أول اجتماع للجنة المصرية الألبانية منذ 1993
-
مسلسل «لا ترد ولا تستبدل» يتصدر الأكثر مشاهدة في مصر
-
وزير الخارجية يبحث مع نظيرته البريطانية تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع بغزة والسودان
-
الصحة تقدم 19.2 مليون خدمة طبية بمستشفيات ومراكز القاهرة خلال 2025
-
وزير المالية: إحنا بنشتغل عند الناس ولن نحقق الانضباط المالي على حساب المواطن
أكثر الكلمات انتشاراً