الأربعاء، 03 سبتمبر 2025

04:20 ص

الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: التَّاتُّو حلال في حالتين فقط

السبت، 30 أغسطس 2025 03:11 م

السيد الطنطاوي

مركز الأزهر للفتوى

مركز الأزهر للفتوى

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن حكم الوشم «التاتو» هو الحرمة؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ» [أخرجه البخاري]، ولحديث ابن مسعود رضي الله عنه: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ» [أخرجه مسلم]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لُعِنَتِ وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ، مِنْ غَيْرِ دَاءٍ -أي من غير ضرورة-». [أخرجه أبو داود]، وبعض الفقهاء عَدّ الوشم كبيرة من كبائر الذنوب. 

وأوضح المركز أن صورة الوشم «التاتو» المعاصرة، تكون بإدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير، يحمل أنبوبًا يحتوي على صبغة ملونة، وهو عمل مشابه لعمل ماكينة الخياطة على قطعةٍ من القماش، وفي كل مرة تغرز الإبرة في العضو الموشوم تدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم؛ ومن ثمَّ يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو يظل مدة ستة أشهر فأكثر. 

واضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن حكم الحرمة عام يشمل الرجال والنساء على السواء، وقَصْر الخطاب في الأدلة المذكورة على النساء جاء مناسبًا للأغلب؛ لوقوعه من النساء أكثر. وقد جاء التشديدُ على حرمة الوشم تبعًا لتعدّد علل النهي عنه وكثرتها، فعلاوة على اللعن المقترن به في النصوص المذكورة؛ فإنه يشتمل كذلك على تغييرٍ للخلقة، وتشويه، وتبرُّجٍ وتدليسٍ في بعض صوره، وضررٍ صِحّي. إذ الوشم ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الكبد الوبائي، وفيروس نقص المناعة البشري المعروف بـ«الإيدز» في حال تلوث الآلات المُستخدمة وحملها للفيروسات. 

وقال: كما يسبب الوشمُ عدوى الجلد -على الرغم من استعمال إبرة جديدة لكل شخص- عن طريق حبر الوشم، الذي قد يحتوي على بكتيريا منقولة من شخص آخر مصاب؛ مما يسبب الطفح الجلدي والتورم والألم؛ ومن ثمَّ تزيد نسبة تكوُّن الحُفَر والندوب على البشرة. ويُؤدي الوشم أيضًا إلى تغيّر لون الجلد بسبب صبغة «الميلانين» الموجودة في الجلد المصبوغ بالتاتو، والتي قد تتسبب في تغيّر لون الجلد فور اختفائها، وفي بعض الحالات تظهر بعض الكدمات الزرقاء على المنطقة التي رُسِم التاتو عليها في شكل تورّم، كما يُؤثِّر التاتو على كريات الدم البيضاء؛ الأمر الذي يقلل من مهاجمة الجسم للأمراض والبكتيريا. ناهيك عن التشوّه والنفور الحاصل بسببه، ومبالغة بعض الواشمين فيه حتى استخدموه في وشم بياض أعينهم باللون الأسود، الأمر الذي أدّى إلى فقد بصر كثير منهم. 

واضاف: كما أن لإزالة الوشم «التاتو» مخاطر طبية أيضًا. بالإضافة لانحباس الدم في موضع الوشم، وتلبس جميع حالات العبد به، حتى في أداء الفرائض كالصلاة التي ينبغي لها الطهارة الكاملة، وقد اتفق الفقهاء على نجاسة موضعه من الجسم. لذا؛ كانت إزالة الوشم «التاتو» من الجسم واجبة إن وجدت طريقة إزالة مقدور عليها، آمنة -كإزالته بالليزر مثلًا-؛ يحافظ الإنسان من خلالها على العضو الموشوم ووظيفته. وقد استُثنيت من حكم حرمة الوشم حالتان، هما: إذا تعين الوشم «التاتو» علاجًا لأحد الأمراض، مع وجود ضرورة مُلحّة للوشم بحيث لم يجد المريض بديلًا عنه مباحًا، وكان تدخّل الوشم بغرض ردِّ الخلقة لطبيعتها، وكان فعله بقدر إزالة الضرر، وأُمنت أضرار الوشم المذكورة سابقًا؛ فالضرر في الشرع لا يزال بضرر مثله، ويجوز أيضًا إن وجدت ضرورة تستدعي ذلك؛ فالضرورات تبيح المحظورات. 

ومن الأمثلة على هذه الحالات: جواز الوشم في رد شكل الجلد إلى طبيعته بعد أن غيّره حرْق أو أحد الأمراض الجلدية كالبهاق، ولتخفيف التشويه بوشم أظافر لمن بُترت أطراف أصابعه مثلًا، وفي علاج بعض حالات الصَّلع والوحمات التي ليس لها علاج تجميلي إلا بالوشم، وجواز النقش بكتابة الاسم والعنوان على أيدي ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يُخشى فقدانهم إن كان في ذلك ضرورة، ولم توجد غير هذه الوسيلة. الوشم «التاتو» المؤقت على سطح الجلد الخارجي سواء بالحناء، أو بأقلام التحديد ذات الرسم غير الدائم، سهل الإزالة؛ لكون هذا النوع من الوشم لا ديمومة فيه، وتسهل إزالته، فهو لم يأخذ من الوشم المحرَّم إلا الاسم فقط. ولا بأس في تزين المرأة به، بشرط ألا تشتمل رسومُه على مُحرّم مخالف لأوامر الشرع وآدابه، وألا يؤدي لتشويه الخلقة، وألا يطلع على زينة المرأة به رجلٌ أجنبي عنها. ورسمُ أشكالٍ على سطح الجلد الخارجي لجسد الرجل كجلد الذراع أو الرقبة، أو نحو ذلك بما لا يُعدُّ وشمًا؛ لا يجوز أيضًا؛ لما فيه من التَّشبه بالمرأة، ولكونه لا يناسب طبيعة الرجل ومروءته. 

اقرأ أيضا:

مفتي الجمهورية: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز شرعا

مفتي الجمهورية: تعاطي المخدرات أثناء القيادة أشد إثمًا وجرما وأعظم ضررًا

مفتي الجمهورية: الأديان بريئة من كافة أشكال العنف والوحشية التي ترتكب باسمها

تعاون مشترك بين الأزهر وهيئة سلامة الغذاء لتحسين الخدمات المقدمة للطلاب

اعتماد 131 معهدًا أزهريا جديدًا من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

4 آلاف متسابق يشاركون في مسابقة الأزهر ـ بنك فيصل الإسلامي لحفظ القرآن الكريم

بدء تصحيح امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية 2024/ 2025م

خطبة وزارة الأوقاف غدا الجمعة 29 أغسطس 2025م ـ 6 ربيع الأول 1447هـ

حكم ما يقوم به "البلوجر" من نشر مقاطع غير أخلاقية.. مفتي الجمهورية يوضح

مفتي الجمهورية: طلاب تايلاند بالأزهر جزء من نسيج العلاقات المتميزة بين البلدين

مفتي الجمهورية: الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات أخلاقية وفقهية على المؤسسات الدينية

جواز احتفال المسلم بيوم ميلاده.. دار الإفتاء تبين الحكم

حكم تداول العملات الأجنبية عبر المنصات الالكترونية.. مفتي الجمهورية يوضح

الدروس المستفادة من ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.. الإفتاء توضح

حكم الكتابة والرسم على العملات الورقية.. دكتور شوقي علام يوضح

تقييد صيغة الزواج بمدة معينة.. مفتي الجمهورية يبين الحكم

مؤتمر «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي» عكس صورة مشرفة عن مصر ودار الإفتاء أمام العالم

مؤتمر الإفتاء العالمي يؤكد على وجوب تعلم الذكاء الاصطناعي

علماء ومفتون ووزراء من 30 دولة يزورون شيخ الأزهر

الازهر يطور "منصة الفتوى الذكية" Fatwa AI للمؤسسات الدينية بالعالم

 

search