تفاصيل استحداث شهادة جديدة لطلاب التعليم الفني بدءًا من العام المقبل

بعد إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن استحداث شهادة جديدة لطلاب التعليم الفني تحت مسمى "البكالوريا الفنية" اعتبارًا من العام الدراسي المقبل، هناك تساؤلات حول الهدف من هذه الشهادة، وما يمكن أن تضيفه لمنظومة التعليم الفني، ولماذا أقدمت الوزارة على هذه الخطوة قبل ظهور نتائج تجربة البكالوريا في الثانوية العامة.

قال الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الوزارة تمتلك رؤية شاملة لتطوير التعليم الفني في جميع تخصصاته، مؤكداً أن هذا التطوير لا يقتصر على تحديث المناهج فقط، بل يمتد ليشمل رفع كفاءة المعلمين وتطوير أساليب التدريب العملي وربط المدارس بسوق العمل الحقيقي.

شهادات دولية معتمدة تؤهل الطلاب لسوق للعمل

وأوضح الوزير أن الوزارة تعمل على تمكين طلاب التعليم الفني من الحصول على شهادات دولية معتمدة تؤهلهم للعمل في الشركات العالمية والمصانع الأجنبية العاملة في مصر، بما يفتح أمامهم آفاقًا أوسع للعمل داخل البلاد وخارجها، ويعزز ثقة المجتمع في خريجي هذا القطاع الحيوي.

وأشار عبد اللطيف إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالمدارس الزراعية، نظرًا لدورها في دعم منظومة الأمن الغذائي وتوفير كوادر فنية مدربة تواكب التطور في مجالات الزراعة الحديثة، لافتًا إلى أن هناك تعاونًا قائمًا مع عدد من المؤسسات الوطنية والشركات المتخصصة لتحديث البنية التحتية لهذه المدارس وتحسين جودة التدريب العملي بها.

وأكد الوزير أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية في مختلف المحافظات، لتخريج جيل جديد من الفنيين المؤهلين وفقًا للمعايير الدولية، موضحًا أن هدف الوزارة هو تحويل التعليم الفني إلى مسار جاذب ومنافس، يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.

تعديل قانون التعليم الجديد

وفي هذا الشأن، قال الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن تعديل قانون التعليم الجديد يهدف إلى إعادة ضبط المعايير المنظمة لمنظومة التعليم الفني بالتعاون مع الوزارة، من أجل تقديم خدمة تعليمية فنية بمواصفات عالمية، موضحًا أن شهادة "البكالوريا الفنية" تُعد إحدى الأدوات الجديدة التي سيتم تطبيقها ضمن هذا الإطار، وستبدأ من العام الدراسي المقبل.

وأضاف بصيلة، أن المجتمع في أمسّ الحاجة إلى شريحة مؤهلة من العاملين الفنيين والتقنيين، باعتبارهم حجر الأساس في سوق العمل والإنتاج، مؤكدًا أن التعليم الفني هو المدخل الحقيقي لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المشروعات القومية من الكفاءات الفنية المدربة.

وأشار رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، إلى أن الوزارة تعمل حاليًا بالتعاون مع الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم الفني والتقني والتدريب المهني "إتقان" على بناء منظومة جودة متكاملة، تستند إلى معايير وطنية لاعتماد مؤسسات وبرامج التعليم الفني والتكنولوجي، تشمل الإدارة والحوكمة، والموارد المادية والبشرية، وأساليب التعليم والتدريب، وتقييم الطلاب، ودعم المتعلمين، فضلًا عن تعزيز المشاركة المجتمعية والروابط مع سوق العمل، وضمان الجودة والتحسين المستمر في أداء المؤسسات التعليمية.

وأكد «بصيلة»، أن أهداف الهيئة تتمثل في نشر ثقافة الجودة في منظومة التعليم الفني، ووضع شروط ومعايير اعتماد البرامج والمؤسسات التعليمية والتدريبية، ودعم قدرات هذه المؤسسات على التقييم الذاتي والارتقاء بمستوى أدائها، بما يسهم في تعزيز الثقة في جودة مخرجات التعليم الفني والتقني على المستويين الوطني والدولي، مشيرًا إلى أن الوزارة تمضي بخطى ثابتة نحو بناء نظام تعليمي فني حديث قادر على المنافسة وتلبية احتياجات التنمية.

تطبيق نظام البكالوريا في مدارس التكنولوجيا التطبيقية

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة والخبير التعليمي، إن قانون التعليم نصّ على إمكانية تطبيق نظام البكالوريا في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وذلك بما يتوافق مع طبيعة نظام التعليم التكنولوجي، من خلال نقل بعض المميزات العامة للبكالوريا التي تصلح للتطبيق في تلك المدارس، مثل تعدد فرص التقييم.

وأضاف «حجازي»، في تصريحات خاصة لـ«المصري الأن»، أنه سيُستفاد من نظام البكالوريا في بعض مميزاته فقط، وليس جميعها، لأن بعض الجوانب لا تناسب طبيعة التعليم الفني والتطبيقي، لافتا إلى أن الوزارة تمتلك رؤية عامة حول آلية إعداد البكالوريا التكنولوجية، إلا أن التفاصيل التنفيذية ستختلف بدرجة كبيرة عن النظام المطبق في التعليم العام.

وأكد الخبير التعليمي، أن استحداث البكالوريا التكنولوجية من شأنه أن يعزز قدرة التعليم الفني على منافسة التعليم العام، ويسهم في زيادة إقبال الطلاب عليه، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل الانتظار حتى تقييم تجربة البكالوريا في التعليم العام أولًا، ثم دراسة إمكانية تطبيقها في التعليم الفني.

اقرأ أيضا 

وزير التعليم يبحث مع نظيره الإندونيسي سبل تعزيز التعاون

رابط تحميل التقييمات الأسبوعية من موقع وزارة التربية والتعليم 2025