وفاء أنور تكتب: هى وهو ومعترك الحياة
الثلاثاء، 07 يناير 2025 03:15 م
وفاء أنور
الكارثة الكبرى التي يمكنها أن تلحق الضرر بأي امرأة، هى وجودها مع شخص غير قادر على حمايتها، شخص ضعيف، خانع خاضع لا يكترث ولا يهتم بأي مشكلة تقابلها، اعتاد أن يتركها وحدها وينصرف عنها، لتواجه بمفردها جميع مصائرها. اكتشفته بعد سنوات طوال جمعتهما، حدثتني عنه قائلة: هو لا يتقن إلا أن يغضب، أو يثور لأتفه الأسباب، لكنه مع ذلك كان يرتجف خوفًا من داخله، إنه عبارة عن ظاهرة صوتية لا أكثر، وجوده أو غيابه لا يقدم ولا يؤخر.
مأساة حقيقية أوجعتها، وجعلتني أتألم لها ومعها حين كانت تبكي بحرقة لسوء حظها، تندم أشد الندم بعد فوات سنوات العمر بجانبه، كانت تحيا في ظل كذبة كبيرة كانت تصدقها، وتعتقد في صحتها، وكلما واجهت صعوبة ما أو مشكلة صادفتها باتت تقوم بنفسها بمحو صورته من ذهنها، لتبادر في التصرف بشكل فردي لا يلائم طبيعتها كامرأة، لكنها المسكينة المضطرة التي كتب عليها القدر، الارتباط بظل رجل لا يفكر بالأساس إلا في نفسه وراحتها.
ذكرت لي موقفًا أنها واجهته يومًا، عندما كانت في أولى سنوات زواجها منه، حين عادت إليه من عملها شاكية باكية، تحكي له عن موقف ضايقها قائلة: أن مديرها في العمل تجرأ عليها إذ أنه بدأ حديثه معها بكلمات موحية بنوع من الغزل الضمني غير المباشر، فوجئت بأنه ضحك وسخر منها قائلًا لها: أنت في مثل عمر ابنته، فهل يعقل أن تتوقفي أمام موقف بسيط تافه كهذا، خاب رجاؤها فيه، لكنها ظنت أنها مرة ولن تتكرر، لكنها ومع الأسف تكررت في مواقف خذلان أخرى.
تعود تبكي من جديد، وتنهمر دموعها حين تذكر حجم معاناتها معه في مواقف لا حصر لها، حين جعلها تحمل مسئولياته ومسئولياتها كأنه حجر أصم، لا نفع فيه ولا ضرر. بل الحق أنه كان أكبر أسباب ضررها، مسكينة أنتِ ومسكينة كل امرأة كان ابتلاؤها في الحياة ارتباطها برجل من هذه النوعية، هيئته هيئة رجل، لكنه لم يحمل من الرجولة إلا اسمها.
أسوأ الأقدار التي تجابهها امرأة، هى أن تحيا في كنف رجل لا يحمل عنها شيئًا، لا يقاسمها جهدها وعناءها، يستهين بكل شكوى تنطق بها، لأنه غير قادر على مواجهة كل ما ومن يؤذيها، يقلل من كل خطر يهددها، يخفف من عظم أثر يقلقها ويستهزيء بها حينما تقوم بعرضه عليه. لها الحق فيما ذكرته عن شعورها بأنها المظلومة المحطمة، التى كتب عليها أن تسير بمفردها في قلب ظلام حالك، تخوض في ظلمته كل معاركها.
البدايات لا تكفي أبدًا للحديث بدقة عن سمات رجل أو صفات امرأة، فالحياة الزوجية لا تظهر على حقيقتها إلا بعد أن ينسحب الجميع من الصورة، ليعيشها رجل مع امرأة تختلف أو تتفق طبائعهما، إنه الشيء المجهول الذي لا يعلمه إلا الله.
قلت لها: لا تحزني فهذا لم يكن قدرك وحدك، فكم من امرأة حملت رايتها وعبرت الطريق وحدها، كتمت أنينها بعد أن عاشت وأقامت في جسد الموتى، ثم أردفت بقولي لها: ما دمتِ قد تحملتِ كل هذا العبء عمرًا وزمنًا، فاصبري، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، فصبرك قد يكون عوضًا لكِ في الآخرة، انتظري قصاص عادل وجزاء من رب خلقكِ وخلقنا، إله لا يظلم أحدًا.
الرابط المختصر
آخبار تهمك
سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 أمام الجنيه المصري
25 نوفمبر 2025 10:48 ص
سعر الدينار الكويتي اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 في البنوك المصرية
25 نوفمبر 2025 10:39 ص
أسعار السمك والجمبري اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
25 نوفمبر 2025 10:34 ص
سعر الدولار اليوم في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
25 نوفمبر 2025 10:27 ص
مطار مرسى علم الدولي يستقبل 29 رحلة أوروبية اليوم
25 نوفمبر 2025 05:00 ص
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر
25 نوفمبر 2025 04:00 ص
الأكثر قراءة
-
د. مصطفى طاهر رضوان يكتب: أعيدوا النظر في السن القانونية لتطبيق الأحكام
-
توقعات ليلى عبد اللطيف 2026 عام المفاجآت الكبرى في العالم العربي والعالمي
-
مواقيت الصلاة في مصر الأربعاء 26 نوفمبر 2025
-
أول تعليق من أيتن عامر بعد تصريحات والدة المذيعة شيماء جمال
-
نقاشات حول الثقافة كأداة للتمكين المجتمعي بمؤتمر الصناعات الإبداعية بالعريش
أكثر الكلمات انتشاراً