أغنية "رمضان جانا" لمحمد عبدالمطلب.. رمز فرحة الشهر الفضيل

يعتبر شهر رمضان المبارك من أكثر الأشهر المحبوبة لدى المسلمين، وخاصة في مصر، حيث تزداد فيه الأجواء الروحانية وتكثر الاحتفالات والأغاني التي تعبر عن فرحة قدومه.

تتنوع هذه الأغاني بين القديمة والحديثة، وتتنوع كلماتها لتواكب الأجواء الإيمانية والاجتماعية التي يتميز بها هذا الشهر الفضيل، واحدة من أشهر الأغاني التي ارتبطت بشهر رمضان هي أغنية "رمضان جانا" التي قدمها الفنان محمد عبدالمطلب، هذه الأغنية أصبحت أيقونة رمضانية محبوبة، ويتذكرها الجميع كل عام مع بداية الشهر الفضيل.

تعتبر "رمضان جانا" من الأغاني التي لاقت شهرة واسعة في العالم العربي، وأصبحت جزءًا من التقاليد الرمضانية التي يحرص الكثيرون على سماعها في ليالي رمضان.

كتب كلمات الأغنية الشاعر حسن طنطاوي، ووضع لحنها الموسيقار محمود الشريف، لتكون مزيجًا من الكلمات الجميلة والموسيقى الرائعة التي تتناغم مع أجواء الشهر المبارك.

رغم أن الفنان محمد عبدالمطلب تقاضى أجرًا بسيطًا لا يتجاوز 6 جنيهات مقابل أداء الأغنية، إلا أن الأغنية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة وتظل تتصدر المشهد الفني كل عام مع بداية شهر الصيام، تعكس كلمات الأغنية الفرحة والبهجة التي يشعر بها المسلمون مع قدوم رمضان، وتعبّر عن شوق الناس لهذا الشهر الكريم بعد غياب طويل.

من أبرز ما يميز أغنية "رمضان جانا" هو جمال كلماتها، حيث تبدأ بعبارة "رمضان جانا.. وفرحنا به بعد غيابه.. وبقاله زمان"، وهو ما يعبّر عن الشوق الكبير الذي يشعر به الناس عند قدوم رمضان بعد غيابه طوال العام. وتستمر الأغنية في تأكيد هذا الفرح بعبارة "غنوا وقولوا شهر بطوله.. غنوا وقولوا أهلا رمضان"، مما يعكس الحفاوة التي يلقاها رمضان عند قدومه.

تستمر كلمات الأغنية في تصوير مشهد احتفالي مميز، حيث يعبّر المغني عن كيفية استقبال رمضان بحفاوة، حيث يقول "بتغيب علينا وتهجرنا.. وقلوبنا معاك.. وفي السنة مرة تزورنا وبنستناك"، مما يشير إلى أن رمضان هو ضيف عزيز يأتي كل عام، وأيامه هي بمثابة احتفالات روحية واجتماعية ينتظرها الجميع.

وتضيف الأغنية في كلماتها أيضًا بعض العادات الرمضانية الشهيرة، مثل تجهيز الزينة في الشوارع والبيوت، والتي تتميز بالألوان المبهجة والفوانيس التي تضيء الأجواء الرمضانية.

تقول الأغنية: "يوم رؤيتك لما تجينا زي العرسان.. نفرح وننصب لك زينة أشكال وألوان". هذا يعكس طابع الاحتفال المبهج الذي يحيط بقدوم الشهر الكريم.

وتبرز الأغنية أيضًا جزءًا من الطقوس الرمضانية المميزة، حيث تشير إلى "المسحراتي"، الذي يعد من أبرز الرموز الرمضانية في مصر، وتقول الأغنية: "يا مسحراتي دق لنا تحت الشباك.. سمعنا وافضل غنيلنا للفجر معاك"، مشيرة إلى التقليد الشعبي الذي يحرص فيه الناس على السماع للمسحراتي وهو يدق الطبول لإيقاظهم للسحور.

كما تأخذنا الأغنية إلى أجواء الاحتفال بليالي رمضان، حيث تنادي الأغنية: "اعمل لنا هو ثلاثين ليلة حلوة جميلة.. أهلا رمضان"، مما يعكس البهجة التي يشعر بها الجميع مع قدوم هذا الشهر، مع التأكيد على أنه شهر مليء بالعبادات الجميلة والليالي المضيئة.

تعتبر "رمضان جانا" للأستاذ محمد عبدالمطلب من الأغاني التي حافظت على مكانتها في قلوب المصريين والعرب على مر السنين، وما زالت تحظى بإقبال واسع من جميع الأجيال، فقد أصبحت جزءًا من التراث الرمضاني الذي يعبر عن أجواء رمضان بكل تفاصيله من الفرح إلى العبادة، وما يحمله هذا الشهر الكريم من روحانية وتواصل اجتماعي.

وفي الختام، تظل أغنية "رمضان جانا" واحدة من أبرز الأغاني التي تعكس جمال أجواء رمضان في العالم العربي، لا يمكن لأي شخص أن يمر عبر شهر رمضان دون أن يتذكر هذه الأغنية ويشعر بروحانية الشهر، فهي تنقل مشاعر الشوق والفرح التي يعيشها المسلمون مع قدوم رمضان، وتجسد عاداتهم وتقاليدهم التي يحرصون على إحيائها كل عام.