مشروع زراعي مبتكر في قبرص: دجاجات متقاعدة تعزز إنتاج الزيتون وتحافظ على البيئة

في خطوة غير مسبوقة، أطلق مزارعون عضويون في قبرص مشروعًا زراعيًا تجريبيًا يوظف مئات الدجاجات المتقاعدة لتعزيز إنتاجية بساتين الزيتون، ومكافحة الآفات، والمساهمة في تقليل نفايات الطعام. هذه المبادرة الفريدة، التي تم تنفيذها في بستان "أكاكي العضوي" الواقع في سفوح جبال ترودوس، تعكس تحولًا في النهج الزراعي نحو ممارسات أكثر استدامة وفعالية.

إنقاذ الدجاجات وتحويلها إلى مساهمات زراعية

تم إنقاذ الدجاجات من الذبح بعد انتهاء دورة إنتاجها للبيض، ليتم نقلها إلى البستان حيث تُمنح فرصة لحياة جديدة. هناك، تتحرك بحرية بين أشجار الزيتون، تقوم بالتقاط الحشرات الضارة، وتنقر التربة، وتترك فضلاتها التي تعمل كسماد عضوي طبيعي، مما يحسن جودة التربة ويساعد على نمو الأشجار.

تقول إيلينا كريستوفوروس، مالكة البستان، إن هذه الدجاجات لا تؤدي فقط دورًا بيئيًا مهمًا، بل تسهم أيضًا في تحسين جودة زيت الزيتون، حيث لوحظ أن الزيت المستخرج من الأشجار المزروعة في هذا النظام يحتوي على مستويات مرتفعة من الفينولات، وهي مركبات معروفة بخصائصها المضادة للالتهابات.

إعادة تدوير نفايات الطعام وتحقيق الاستدامة

من الجوانب المبتكرة لهذا المشروع هو استخدام نفايات الطعام التي يتم جمعها من المدارس والمجتمع المحلي لتغذية الدجاجات. هذا الأسلوب يقلل من كمية النفايات العضوية التي قد تتحلل لتنتج غاز الميثان في المكبات، وهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وبدلًا من ذلك، تتحول هذه المخلفات إلى مصدر غذائي طبيعي للدجاج، مما يعزز من الاستفادة المستدامة للموارد.

المهندس الزراعي نيكولا نتين، الذي يشارك في تنفيذ المشروع، أوضح أن هذه الطريقة الزراعية المتكاملة تعزز التنوع البيولوجي في البستان، وتقوي قدرة الأشجار على تحمل الظروف المناخية الصعبة، مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف. كما أشار إلى أن إدخال الدجاج في النظام البيئي للبستان أدى إلى تقليل الحاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية، حيث تقوم الدجاجات بالقضاء على يرقات الحشرات الضارة التي تهاجم أشجار الزيتون.

نتائج ملموسة وتوسّع مستقبلي

منذ انطلاق المشروع، شهد بستان أكاكي زيادة ملحوظة في إنتاج الزيتون، كما تحسنت جودة الزيت المستخرج. ويأمل القائمون على المشروع أن يصبح هذا النموذج الزراعي مثالًا يُحتذى به في مناطق أخرى، حيث يمكن دمج تربية الدواجن مع الزراعة بطرق مبتكرة تعود بالنفع على البيئة والاقتصاد الزراعي.

تؤكد كريستوفوروس أن الهدف النهائي للمشروع ليس فقط تحسين الإنتاج الزراعي، بل أيضًا تغيير النظرة إلى الحيوانات التي ينتهي دورها الإنتاجي في المزارع التقليدية، حيث يمكن لهذه الكائنات أن تواصل لعب دور إيجابي في النظام البيئي بدلًا من أن تُعتبر عبئًا يجب التخلص منه.

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، مثل تغير المناخ ونقص الموارد، يمثل هذا المشروع القبرصي نموذجًا ملهمًا لكيفية استخدام الحلول المبتكرة لجعل الزراعة أكثر كفاءة واستدامة.

فتح فروع بنك ناصر الاجتماعي لصرف معاشات مارس في أول أيام رمضان 2025

استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 27 فبراير 2025

استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 27 فبراير 2025