أشرف زكي.. الفنان الإنسان والنقيب الاستثنائي

الدكتور أشرف زكي واحداً من أبرز الأسماء المؤثرة في الساحة الفنية المصرية، نقيب المهن التمثيلية، الذي استطاع أن يجمع بين الموهبة الفنية والإدارة الحكيمة، ليصبح ليس فقط ممثلاً ومخرجاً قديراً، بل أيضاً سنداً حقيقياً للفنانين في مختلف الظروف.

ولد عام 1960، وشق طريقه نحو الفن عبر المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخصص في التمثيل والإخراج، ليصبح لاحقاً واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً في الوسط الفني.

عائلة فنية متكاملة.. والإبداع متوارث

لم يكن دخول أشرف زكي إلى عالم الفن مجرد صدفة، بل كان امتداداً لعائلة فنية أصيلة. شقيقته الفنانة القديرة ماجدة زكي، وزوجته النجمة روجينا، وابنته مريم زكي التي اقتحمت المجال الفني من بوابة الإخراج. هذه البيئة الفنية انعكست على شخصيته ومسيرته، حيث أصبح داعماً حقيقياً لزملائه الفنانين، ولم يتوانَ لحظة عن الوقوف بجانبهم في الأوقات الصعبة، ليحمل عن جدارة لقب "فنان بدرجة إنسان".

أشرف زكي.. مسيرة مليئة بالبصمات الفنية

بدأ مشواره الفني في الثمانينات، وشارك في العديد من الأعمال الدرامية التي حققت نجاحاً كبيراً، مثل: "خالتي صفية والدير", "جمهورية زفتي", "أم كلثوم". لم يقتصر إبداعه على الشاشة الصغيرة، بل تألق في السينما أيضاً من خلال أفلام مثل: "عيال حبيبة", "الوتر", "الرجل الغامض بسلامته". وعلى خشبة المسرح، كان له بصمة قوية كمخرج، حيث أخرج عدة أعمال ناجحة، أبرزها: "ضحك ولعب ومزيكا", "عائلة الفك المفترس".

نقيب المهن التمثيلية.. القائد في الأزمات

لم يكن منصب نقيب المهن التمثيلية مجرد لقب بالنسبة لأشرف زكي، بل كان مسؤولية حملها على عاتقه بكل إخلاص. على مدار سنوات، كان الدرع الواقي للفنانين، مدافعاً عن حقوقهم، ومقدماً لهم كل سبل الدعم، سواء في الأزمات الصحية أو المادية. تجلَّى دوره الإنساني بوضوح خلال جائحة كورونا، عندما أصدر قرارات حازمة تلزم شركات الإنتاج باتخاذ إجراءات وقائية صارمة لحماية الفنانين. كما وقف بجانب أسر الفنانين الراحلين، وساهم في حل أزمات عديدة داخل الوسط الفني.

قرارات مثيرة للجدل.. ومواقف لا تُنسى

تولى زكي منصب النقيب لعدة دورات، وخلالها أصدر قرارات حاسمة، بعضها أثار الجدل، مثل قراره بتحديد عدد المشاركات الأجنبية في الدراما المصرية، حفاظاً على فرص العمل للفنانين المحليين. كما تولى لفترة وجيزة رئاسة جهاز السينما بعد ثورة 25 يناير، لكنه استقال سريعاً بسبب اعتراضات العاملين بالقطاع. ورغم ذلك، عاد بقوة إلى منصب نقيب المهن التمثيلية عام 2015، واستمر في الدفاع عن قضايا الفنانين، مؤكداً دائماً أن الفن رسالة، وأن النقابة ليست مجرد كيان إداري، بل بيت لكل فنان في مصر.

قصة حب استثنائية.. وزواج مستمر منذ سنوات

على الصعيد الشخصي، يعيش أشرف زكي قصة حب طويلة مع الفنانة روجينا، بدأت منذ لقائهما الأول في المعهد العالي للفنون المسرحية. قصة حب تكللت بالزواج، وأثمرت عن ابنتين، مايا ومريم، اللتين نشأتا في بيئة فنية أثَّرت في اختياراتهما المستقبلية. رغم التحديات التي واجهها الثنائي، إلا أن حبهما ظل صامداً، ليكونا من أنجح الثنائيات في الوسط الفني.

تكريمات وجوائز تقديراً لمسيرته

مسيرة أشرف زكي لم تمر دون تقدير، حيث حصل على جائزة الدولة للتفوق عام 2009، تكريماً لدوره في تطوير المسرح والدراما المصرية. كما تم تكريمه في العديد من المهرجانات الفنية داخل مصر وخارجها، تقديراً لجهوده في خدمة الفن والفنانين.

أشرف زكي.. اسم لا يُنسى في تاريخ الفن المصري

بين التمثيل والإخراج والإدارة النقابية، استطاع أشرف زكي أن يصنع لنفسه تاريخاً استثنائياً. ليس مجرد فنان، وليس مجرد نقيب، بل قائد فني وإنساني يحمل هموم زملائه ويسعى دائماً لخدمتهم. واليوم، في ذكرى ميلاده، يظل اسمه محفوراً في ذاكرة الوسط الفني، كنموذج مشرف للفنان الذي لم يكتفِ بتقديم أدوار على الشاشة، بل لعب دور البطولة الحقيقية خلف الكواليس.
إقرأ أيضاً:

أحداث مربكة.. ياسمين عبد العزيز تبكي في ثالث حلقات "وتقابل حبيب"