بدر شاشا يكتب: العلاقات المغربية المصرية.. تاريخ طويل من الأخوة والتعاون
الخميس، 06 مارس 2025 02:35 م

بدر شاشا
على مرّ العصور، ظلّت العلاقات بين المغرب ومصر، مثالًا حيًا على الأخوة والتعاون بين بلدين، يجمعهما التاريخ والدين والثقافة المشتركة. لم تكن هذه العلاقة مجرد تواصل دبلوماسي رسمي، بل امتدت لتشمل مجالات متعددة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الثقافة إلى التعليم، بل وحتى في التحديات التي واجهها البلدان على مرّ العصور.
الروابط التاريخية والجذور العميقة
بدأت العلاقة بين المغرب ومصر منذ قرون، حيث لعبت الفتوحات الإسلامية دورًا في التقريب بين الشعبين، وزاد هذا التقارب خلال فترات الحكم الإسلامي، خصوصًا في العهد الفاطمي والأيوبي والمملوكي. وكان لموقع البلدين الاستراتيجي دورٌ مهم في تعزيز التواصل بين شمال إفريقيا والشرق العربي. فالقوافل التجارية لم تكن تمر فقط بالبضائع، بل حملت معها أفكارًا وثقافات، جعلت من الرباط بين البلدين أكثر متانة.
في العصر الحديث، كانت لمصر والمغرب مواقف مشتركة في قضايا عدة، مثل دعم استقلال المغرب خلال فترة الاستعمار الفرنسي، حيث لم تتردد القاهرة في مساندة الحركات التحررية المغربية. وفي المقابل، وقف المغرب بجانب مصر خلال العدوان الثلاثي عام 1956، واستمرت المواقف الداعمة بين البلدين في مختلف الأزمات العربية.
التعاون السياسي والاقتصادي
سياسيًا، حافظت المغرب ومصر على علاقات قوية، قائمة على الحوار والتفاهم المشترك، وكان التنسيق بين البلدين حاضرًا في القمم العربية والإفريقية والدولية. ورغم اختلاف بعض الرؤى أحيانًا، فإن المصالح المشتركة كانت دائمًا هي القاسم المشترك الذي يجمع البلدين، خاصة في القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية، والأمن الإقليمي، والاستقرار في المنطقة العربية.
أما اقتصاديًا، فقد تعزز التعاون بين البلدين من خلال الاتفاقيات الثنائية، التي شملت مجالات متعددة مثل التجارة والاستثمار. وقد ساهمت الشركات المصرية والمغربية في تعزيز الشراكة، حيث شهدت المبادلات التجارية نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في قطاعات الصناعة، والطاقة، والسياحة. كما أن الاستثمارات المغربية في مصر والعكس صحيح، باتت تمثل ركيزة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
التعاون الثقافي والتعليمي
على المستوى الثقافي، لا يمكن إنكار تأثير مصر في الحياة الثقافية المغربية، حيث كانت السينما المصرية والموسيقى والأدب المصري جزءًا من وجدان المغاربة لعقود. وفي المقابل، انتشرت الثقافة المغربية في مصر عبر فن الطرب الأندلسي، والكتاب المغاربة الذين أثروا الساحة الثقافية العربية.
وفي مجال التعليم، استقبلت الجامعات المصرية آلاف الطلاب المغاربة، خصوصًا في تخصصات الطب، والهندسة، والعلوم الدينية، حيث كان الأزهر الشريف على مدى قرون وجهة رئيسية للطلبة المغاربة، الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية. وعلى الجانب الآخر، استقبلت الجامعات المغربية عددًا من الطلاب المصريين في مجالات مختلفة.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم العلاقات القوية، فإن التحديات التي يواجهها البلدان تتطلب مزيدًا من التعاون والتنسيق، سواء في القضايا الإقليمية مثل الأوضاع في العالم العربي، أو في التحديات الاقتصادية التي يفرضها العصر الحديث. ومع تطور التكنولوجيا والعولمة، بات من الضروري تعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والطاقات المتجددة.
تظل العلاقة بين المغرب ومصر نموذجًا للتعاون العربي الذي يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وإذا استمر البلدان في تعزيز الروابط بينهما وتطوير آليات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، فإن المستقبل سيحمل مزيدًا من الفرص لتعزيز هذه الأخوة التاريخية التي لم تنقطع على مر العصور.
- باحث بجامعة ابن طفيل القنيطرة
الرابط المختصر
آخبار تهمك
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الخميس 9 أكتوبر
09 أكتوبر 2025 04:00 ص
اليوم.. مطار مرسى علم الدولي يستقبل 16 رحلة طيران دولية أوروبية
09 أكتوبر 2025 02:18 ص
أسباب اختراق الذهب حاجز 4000 دولار لأول مرة في التاريخ
08 أكتوبر 2025 03:39 م
انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات الأربعاء 8 أكتوبر 2025
08 أكتوبر 2025 10:53 ص
سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025
08 أكتوبر 2025 10:48 ص
سعر الجنيه الإسترليني أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025
08 أكتوبر 2025 10:38 ص
الأكثر قراءة
-
تشكيل منتخب مصر أمام جيوتبي في تصفيات كأس العالم
-
رنتكس تستقبل أبطال المنتخب في المطار وتتكفل بنقلهم إلى منازلهم
-
منتخب مصر يتفوق تكتيكيًا على جيبوتي في ليلة التأهل
-
حسام حسن يعيد أمجاد الجوهري ويقود الفراعنة إلى المونديال بعد غياب
-
الأهلي يهنئ أبو ريدة والجهاز الفني للمنتخب واللاعبين بالتأهل إلى كأس العالم
أكثر الكلمات انتشاراً