«فتاوي المصريين في نصف قرن».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
الأحد، 04 مايو 2025 09:22 م
إسراء علي

الهيئة المصرية العامة للكتاب
أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «فتاوي المصريين في نصف قرن.. الشارع والقصر والإنجليز (1895- 1952)، للدكتور عمرو محمد عبد المنعم، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين.
يأتي الكتاب بعنوانه البسيط ومضمونه العميق: «فتاوى المصريين في نصف قرن الشارع والقصر والإنجليز»، ليضع بين أيدينا مفتاحًا لفهم أعمق لعلاقة الدين بالحياة اليومية، من خلال عدسة تاريخية موثقة، وبحث أكاديمي رصين حاز عليه الباحث درجة الماجستير من جامعة القاهرة بامتياز.
ليست الفتوى هنا مجرد رأي فقهي، بل وثيقة اجتماعية وسياسية واقتصادية بامتياز، هكذا يعاملها الباحث الذي تتبع كيف تعامل المؤرخون والمستشرقون مع الفتوى، خاصة في المغرب العربي، باعتبارها مرآة تعكس نبض المجتمعات وتفاصيل حياتها اليومية.
تظهر الفتوى، كما يقدمها الكتاب، باعتبارها عملية مركبة تبدأ من تصوير السائل للواقعة، إلى تكييفها فقهياً، وانتهاءً بالحكم الذي قد يختلف من مفتي لآخر بحسب تصوره للواقع، لا النص فقط، وهذا ما يفسر التناقض الظاهري بين فتاوى حول قضايا كبرى.
يستعرض الكتاب بدقة الفتاوى التي كانت في قلب التحولات السياسية الكبرى: الاحتلال البريطاني، سقوط الخلافة، الدستور، الاغتيالات السياسية، وغير ذلك، فيقف القارئ على دور دار الإفتاء والمفتين في مواجهة هذه الأحداث، أحيانًا بمواقف جريئة، وأحيانًا بتحفظ محسوب.
لكن ما يلفت النظر هو الجرأة البحثية في تتبع أثر السياسة على الفتوى، وكيف أن بعض المفتين اضطروا لمجاراة السلطة أو تجنب الاصطدام بها، بينما تمسك آخرون بمواقفهم، وتاريخ هؤلاء موثق ومحل تحليل في الدراسة.
يتنقل بنا الباحث بين فتاوى حول قضايا اجتماعية وثقافية قد تبدو بسيطة لكنها كانت شديدة الرمزية آنذاك: كحكم لبس «البرنيطة»، أو الكفاءة في الزواج، أو استخدام البرق والتلغراف، إلى فتاوى حول تحرير المرأة، وموقف الشرع من الغناء والتمثيل وتجسيد الصحابة، وكلها تسلط الضوء على صراع الحداثة والتقليد في مصر الحديثة.
أما الجانب الاقتصادي فلا يقل إثارة، حيث يعالج الكتاب فتاوى حول الربا، فوائد البنوك، شركات المضاربة، اليانصيب، صناعة الدخان، وحتى مشروب الكوكاكولا، ويكشف الباحث كيف أن الفتوى لم تكن فقط تحكم على المعاملة، بل تؤثر في السوق وسلوك الناس، بل وتتحول أحيانًا إلى أداة مقاومة للاحتلال أو التغريب.
في عصر رقمي تنفجر فيه الفتاوى يوميًا على الشاشات وصفحات الإنترنت، يعيد الكتاب التنبيه إلى خطورة «حمى الفتيا»، خاصة حين تصدر من غير المتخصصين، أو في سياقات سياسية وإعلامية غير منضبطة، ويشير الباحث إلى أثر ذلك في بلبلة الناس، وتغذية العنف، والتطرف، أو التشكيك في الدين ذاته.
ينتهي الكتاب بدعوة صريحة لتنظيم الفتيا في العصر الحديث، وتأهيل المفتين علميًا ومهنيًا، خاصة في القضايا المستجدة كالطب، والاقتصاد، والإعلام، والعلاقات الدولية، مؤكدًا أن الفتوى تظل توقيعًا عن الله، لا رأيًا بشريًا عابرًا.
الكتاب لا يخاطب فقط المتخصصين في التاريخ أو الفقه، بل يهم كل من يسعى لفهم كيف يتداخل الدين مع السياسة والمجتمع، وكيف يمكن أن تكون الفتوى مفتاحًا لفهم مصر الحديثة، لا مجرد إجابة على سؤال شرعي.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
صرف منحة المولد النبوي الشريف بقيمة 1500 جنيه لهذه الفئات
17 أغسطس 2025 11:12 ص
أسعار الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 في مصر
17 أغسطس 2025 10:53 ص
سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري في تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025
17 أغسطس 2025 10:43 ص
سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري في تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025
17 أغسطس 2025 10:39 ص
سعر الجنيه الإسترليني أمام الجنيه المصري في بداية تعاملات السبت 16 أغسطس 2025
17 أغسطس 2025 10:36 ص
سعر اليورو أمام الجنيه المصري في بداية تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025
17 أغسطس 2025 10:33 ص
الأكثر قراءة
-
أنقذ ابنه من الغرق.. تفاصيل رحيل مدير التصوير تيمور تيمور
-
شوبير يوضح حقيقة الأزمة بين حراس الأهلي
-
رئيس جامعة دمنهور يشهد انطلاق أولى فعاليات تدريب طلاب النسخة الثانية من مبادرة "كُن مستعدًا"
-
بسبب حادث مروع.. شيخ الأزهر ينعي رئيسة هيئة التمريض بمستشفى سيد جلال الجامعي
-
الزمالك يكشف حالة فيريرا بعد تعرضه لوعكة صحية
أكثر الكلمات انتشاراً