الخميس، 15 مايو 2025

04:12 ص

طارق دراج يكتب: أمواج البحر

الأربعاء، 14 مايو 2025 08:35 م

طارق دراج

طارق دراج

الكل يسأل بدرجات متفاوتة وينتظر إجابات ترضيه حتي يستطيع أن يعيش يومه ويكرر ذلك بين الحين والآخر، السؤال الأهم والمتكرر أين أنا وسط الآخرين؟ ودائما ما يجيب علي نفسه ولا يسأل أحداً بعينه.. نعم أنا الأفضل، وربما يعلم جيداً أنه يكذب علي نفسه وبأنه ليس الأفضل، ولكنه يسحق نفسه هذه تحت قدميه ويؤكد أنه الأفضل..حتي الدول تسأل نفسها بطريقة أو بأخرى أين أنا وسط الأمم؟ وتجيب نفس إجابة الفرد، أنا الدولة الأفضل وهي تعلم أنها ليست الأفضل ولكنها تصدق ذلك.

من هنا تبدأ الصراعات والحروب ونجد إثنان من البلطجية في صراع يحمل كلا منهما سلاحا أبيضا ليثبت أنه الأفضل في البلطجة وينتهي بهما الصراع إلي قتيل وسجين ثم تتصارع الدول ليثبت كل منهما أنه الأحق بقطعة أرض أو الأحق بالانتفاع بنهر أو أنها الأفضل في سيطرتها علي الإقليم أو ربما العالم وهو صراع طويل الأمد يتغير بتغير انتماء الوسطاء لأي قوي ينتمي.. وهكذا منذ خلق آدم وحواء فالإنسان دائما في صراع والمشاهدين كثير، ويفضلوا عدم الدخول في هذه الصراعات والعيش في أمان، ولكن هيهات لم يسلموا بالرغم من المشاهدة فهم أول الضحايا بين الصراعات.. ثم ماذا بعد؟ وما الفائدة من هذا التشخيص ونحن نعاني في كل لحظة من تقلبات الحياة من أسعار وتعليم وصحة وفساد وبلطجة ومحسوبية، ونعاني أيضاً من أكاذيب وفهلوة وكسل وركود وفقر وغربة كنا نعاني من صهيونية وإخوانية وماسونية ورأس مالية وشرطة عالمية.. كل هذا والإنسان البسيط أو العميق يعاني كلا حسب موقعه وظروفه والهدف الذي يريده.

وعندما تتجول في أرجاء الأرض تجد شعوب العالم تتجرع ارتفاع الأسعار المذهل والبعض يتجرع عدم الأمان والتهديد بالحرب هنا وهناك بين الهند وباكستان المشتعلة الآن وروسيا وأوكرانيا ومعها أوروبا والصهاينة والأرض المحتلة، وتهديد دول الجوار ومجاعة الفلسطينيين، وبين الجزائر والمغرب والحرب الأهلية في السودان وليبيا، وبين الأمريكان واليمن، والأيدي القوية الآن لإيران في المنطقة.

واختلط الحابل بالنابل وأصبح المشاهدين في حيرة من أمرهم مع من يتجهون لينالوا الأمان؟ والسؤال مجددا من الأفضل؟ وهنا يري الكثيرين أن الأفضل هو الأقوياء عسكرياً ولتكن أمريكا، ويرد الآخرون الأفضل هم الصين الأقوي اقتصاديا ثم تأتي دولا أقل عسكرياً واقتصادياً وباقي العالم مشاهدين.

وهنا نقف ونتأمل لم تعد الدول الديمقراطية مثل بلجيكا مثلا أو الغنية كالخليج أو غيرها لها تأثير في العالم…فمن الأفضل إذا بعد كل هذا التخبط والمتناقضات؟ 

الله سبحانه وتعالي سخر لنا كل شيء علي الأرض ليكون الإنسان هو الأفضل.. ولم يعترف الإنسان بهذا وكون حزب أو جماعة أو دولة أو منظمات لكي تكون هي الأفضل عن باقي البشر في صراعات لا نهاية لها إلا بانتهاء الأرض وما عليها، فمنذ قديم الأزل تغير الأفضل من فراعنة إلي مغول وإنجلترا وفرنسا وألمانيا والاتحاد السوفيتي فروسيا واخيراً أمريكا والصين.

إذا فدوام الحال من المحال علي الرغم من التقدم في نوعية الأسلحة وطريقة الحروب، ولكن الجميع لكي يصل لهذه الدرجة من القوة بدأ بالعلم والإنتاج وأخذ في النمو واستقطاب العلماء من هنا وهناك حتي يصل لهذه الدرجة من القوة، وإذا العلم وعقلية الإنسان هي التي جعلته يطور الأسلحة ويذهب للقمر ويخترع أحدث الآلات ويبني المدن الحديثة ويستغل موارده أفضل استغلال وبعلمه هذا إدراك قيمة الإدارة وتوزيع الأولويات وتبني المواهب في جميع المجالات، ويعلمه هذا وضع القوانين العادلة والصارمة لمعرفته قيمة الإنتاج الذي سيتولي الصرف علي هذا العلم ودعك من وهم الديمقراطية والرأي والرأي الآخر والديكور الذي صدره الأفضل في العالم لنا، لكي يشغلنا ونتوه ونصارع بعضنا البعض لنظل كما نحن ويظلوا كما هم.

فلا يمكن أن يفكر أب لأسرة في حرية وهو لا يستطيع أن يلبي حاجة بيته أو أن يعلم أولاده تعليم متوسط، وليكن ديكور الحرية والحريات بعد أن تصبح دولة ذات علم في جميع المجالات ولديك إنتاج زراعي وصناعي يفوق استهلاكك بمراحل لكي ترتدي بدلة الديمقراطية.

search