الأربعاء، 21 مايو 2025

08:55 ص

علاء ثابت مسلم يكتب: لما الملايين تنام في الدولاب.. وتصحى على خناقة ورث

الإثنين، 19 مايو 2025 08:33 م

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

يا جدعان، إحنا طول عمرنا بنسمع عن "الفلوس لو ما اشتغلتش بتتعب"، بس الظاهر إن فيه نوع تاني من الفلوس... فلوس ناعمة، مدلّلة، بتحب الهدوء والخصوصية، وبتقضي عمرها في شقة!
يعني حضرتك، الدكتورة نوال – مع كامل الاحترام – كانت مخبية في شقتها مبلغ بسيط كده، حاجات رمزية يعني:
ـ 50 مليون جنيه
ـ 3 ملايين دولار
ـ 350 ألف جنيه إسترليني
ـ و15 كيلو ذهب (يعني شوية إكسسوارات كاجوال)
طبعًا، مش في خزنة بنكية، ولا في مشروع، ولا حتى في سبوبة على الفيسبوك... لأ، دي الفلوس كانت نايمة بأمان في الشقة، بتتفرج على التلفزيون، وبتحضر العزايم، ويمكن كانت بتتابع مسلسلات رمضان.
طيب السؤال اللي بيقرف الدماغ:
إزاي مبلغ بالحجم ده يفضل محبوس جوه 4 حيطان؟!
يعني ماجاش يوم تقول فيه: "طيب أفتح بيه شركة صغيرة... أعمل مصنع... أزرع شوية فجل حتى؟"
ولا هو كان ضمن خطة "ادفن كنزك بنفسك"؟
معقولة نسيب كل الفرص دي ونسجن الفلوس جوه الشقة زي ما بنحبس الأحلام في كراسات الرسم القديمة؟
والأدهى، إن كل ده انتهى بخناقة...
مش خناقة على مشروع، ولا على خطة استثمار، لأ... خناقة ورث!
يعني بعد العمر الطويل ده، الثروة اللي ما اشتغلتش ولا نفعت حد، هتتبخر في محاضر الشرطة، و"قالت وقالوا"، و"أنا ليّ، وانت مالك"، و"هاتوا الفواتير".
دي مش سرقة يا جماعة... دي مأساة اقتصادية.
إحنا في زمن الناس بتدور فيه على 500 جنيه زيادة في المرتب، وبتتخانق عشان قرض صغير يبدأوا بيه كشك أو كافيه متنقل، ولسه فيه ناس بتكدّس الملايين في بيوت شبهنا، بس الفرق إن الشقة هناك فيها كنز، وهنا فيها وصل كهربا متأخر.
الفلوس اللي ما بتشتغلش، يا إما تسرق، يا إما تتاكل في خلافات الورث، يا إما تتحول لمشهد في مسلسل...
بس عمرها ما هتبني بلد، ولا تسند حد، ولا تسيب أثر.

search