وفاء أنور تكتب.. الظلم وظلاله وحقيقة المشهد
الأربعاء، 21 مايو 2025 09:56 ص
وفاء أنور
الكاتبة وفاء أنور
"من جد وجد ومن زرع حصد" جملة تعلمناه منذ الصغر، آمنا بها، طبقناها وحصدنا أثرها، تعلمنا منها أن لكل مجتهد منا نصيب يصيبه، كم سمعنا عبارات دعم وتأييد لنا، كم سعدنا بالتصفيق الحاد عقب كل إنجاز نحققه؛ لكننا لم نكن ندرك حينها أن المجتهد سوف يتعرض لظلم جراء ما اقترفه من حسن لأداء وإتقان لعمل، وبأن العقبات سوف تلاحقه، تعترض طريقه، تنهال عليه من كل حدب وصوب، لكننا كبرنا وعلمنا بأن نجاحنا مرهون بصفاء نفس شديدة الندرة، فالبعض ما زال يجهل أن نجاحنا لم يكن لينتقص من نجاحه شيئًا.
تمر الأيام بنا فلا نجد من تلك العبارة التي نقشت بداخلنا إلا صدى خافتًا يتردد، يتكرر على مسامعنا في استحياء كأنه جاءنا حاملًا معه اعتذاره، لندرك مكامن الخطر حين تغرب عنا وتتلاشى الأصوات التي كانت بالأمس تؤيد أفكارنا وتصفق لتميزنا وتفردنا، الأصوات التي قامت بتشجيعنا قبل أن يلمع نجم تألقنا، راحت تخف حدتها شيئًا فشيئًا، فنحن من وجهة نظرهم قد ارتكبنا إثمًا، وذنبًا لا يغتفر.
يأتي هنا وجه آخر لحقيقة حياتية تحمل معها واقعًا مريرًا سكن في أغلب بيئات العمل، لحظة أن عكف البعض داخل أروقته على تصدير اليأس بشكل متصل وبخطة ممنهجة، بهدف إعاقة كل مجتهد دؤوب يتطلع لعمل جاد ليؤديه بإتقان ويقدمه في أفضل صورة ممكنة، وهنا يفتح الظلم بابه بعد أن وجد الشيطان لنفسه فيه متسعًا، وجد إنسانًا تجرد من إنسانيته، يوم أن سولت له نفسه أن يشرع في كسر وتشويه إنسان آخر.
هب أنك قد حظيت بموهبة ما، بمنحة من الله حباك بها، أهداك إياها من فيض محبته، من معينها الذي لا ينضب، أعطاك إياها على قدر إيمانك به، أو على قدر نقاء قلبك، ألهمك بفكرة لم يسبقك إليها أحد غيرك، أعانك ومكنك من تطبيقها، حتى تميزت فتم وضعك في المكانة التي تليق بك، ما كان سعيك هذا ليؤتي ثماره لولا توفيق من رب عادل لا يضيع أجر من أحسن عملا، إلهك الحق الذي لا يقبل بظلم لعباده، ولا تتسع رحمته لأهله أبدًا.
لا تتعجب من حديثي عن قضيتك، لا تندهش من إحساسي بعدالة طرحها وضرورة سردها؛ فهى ليست قضيتك وحدك، وهذا ما جعلني أتمكن من تفهم شعورك وإحساسك بها، فأنا أكاد من فرط إحساسي أن أستمع لصدى أنين يتردد داخل أعماق قلبك. أما زلت تتعجب من أمر هؤلاء الذين كتب القدر عليك أن تعمل بينهم؟ الحق معك، فهم الأجدر بدعمك، بمساندتك، بتشجيعك على إحراز المزيد من التفوق والتقدم في العمل.
رأيتهم أنا قبلك، عرفتهم أنا مثلك، أبصرت حقدهم بأم العين، رأيتهم يعزفون على أوتار الحقيقة فيحيلونها إلى سراب لا أثر له، شاهدتهم وهم ينسجون قصصهم، تابعتهم وهم يرتدون ثياب غدرهم الموحلة ويستعدون لاعتلاء مسرحهم، بتشويه من كانوا هم الأفضل، يتندرون بكفاحهم وبسيرتهم.
الظلم من أقسى المشاعر الإنسانية إيلامًا للنفس؛ الظلم يأتي دومًا من خلف شعور بكره دفين، بغيرة مشمولة بمخزون من حقد وحسد، تعالوا نبتهل الآن معًا إلى الله ندعوه ونلح عليه في الدعاء دون ملل، نرجوه أن يباعد بيننا وبين هؤلاء الذين غابت ضمائرهم، تعالوا ننتظر معًا الحق العائد في موكب نوره، ليسطع علينا بفيض من رحمات رب لا يرضى بظلمنا، اتركوا أمر هؤلاء لرب يعلم الغيب، رب لا تخفى عليه خافية.
الرابط المختصر
آخبار تهمك
سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 أمام الجنيه المصري
25 نوفمبر 2025 10:48 ص
سعر الدينار الكويتي اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 في البنوك المصرية
25 نوفمبر 2025 10:39 ص
أسعار السمك والجمبري اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
25 نوفمبر 2025 10:34 ص
سعر الدولار اليوم في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
25 نوفمبر 2025 10:27 ص
مطار مرسى علم الدولي يستقبل 29 رحلة أوروبية اليوم
25 نوفمبر 2025 05:00 ص
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر
25 نوفمبر 2025 04:00 ص
الأكثر قراءة
-
د. مصطفى طاهر رضوان يكتب: أعيدوا النظر في السن القانونية لتطبيق الأحكام
-
توقعات ليلى عبد اللطيف 2026 عام المفاجآت الكبرى في العالم العربي والعالمي
-
مواقيت الصلاة في مصر الأربعاء 26 نوفمبر 2025
-
نقاشات حول الثقافة كأداة للتمكين المجتمعي بمؤتمر الصناعات الإبداعية بالعريش
-
أول تعليق من أيتن عامر بعد تصريحات والدة المذيعة شيماء جمال
أكثر الكلمات انتشاراً