الجمعة، 23 مايو 2025

11:14 ص

طارق دراج يكتب: أرض اللهب

الخميس، 22 مايو 2025 10:41 م

طارق دراج

طارق دراج

المصريون لا يخشون سوى الله، خاصة عندما يكون العدوان خارجيًا، ومع ذلك، يختار بعض العرب الصمت، بينما ينشغل آخرون بصراعات داخلية أو أزمات اقتصادية، فيما يدفع البعض ثمن تحالفاته الدولية.

أما إسرائيل، فقد اغترت بتصريحاتها الرسمية التي تدعي أنها ستدمر الشرق الأوسط، متناسية أن المصريين هم من علموها الأدب، وهم أصحاب التاريخ العريق والمواقف الحاسمة.

ونحن اليوم في مرحلة حرجة من تاريخ مصر، ويجب على المصريين أن يقفوا صفًا واحدًا،  قد نختلف في السياسة أو الاقتصاد أو أي شأن داخلي، لكن عندما يتعلق الأمر بالشرف الوطني والكبرياء المصري، يتحول الجميع إلى كيان واحد، يتمتع بعزيمة لا تُقهر وإيمان لا يهتز.

المصريون لا يسعون للحرب، ولا يستفزون أحدًا لخوضها، لكنهم لا يهابونها، لأن شعارهم الخالد هو "الله أكبر"، ومهما تحدث البعض عن الوطن من خارجه، فهم لا يدركون معنى الانتماء الحقيقي وقت الأزمات، والشخصية المصرية تتجلى في الأوقات العصيبة، كما فعلت الأمهات اللواتي ربين أبناءهن ليصبحوا رجالًا رغم قلة الإمكانيات، وكما يدعو الجميع لجنودنا بالنصر ليلًا ونهارًا.

نعم، لدينا تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية، لكن وقت الحرب، يختفي كل ذلك، ليظهر معدن المصري الحقيقي.

و نحن قادرون على الصمود حتى في أصعب الظروف، لأن لدينا إرادة فولاذية. خلال حرب أكتوبر، اختفت الجريمة، وتوحد المصريون خلف جيشهم، واليوم، إذا حاول أي عدو اختبار قوتنا، فسيجد أمامه 120 مليون مقاتل مستعدًا للدفاع عن الوطن.

المعادلة لدينا واضحة: النصر أو الشهادة، وعلم مصر يرفرف فوق أراضينا، ولا يمكن لأي قوة أن تهدد سيادته،  وعندما دعا الرئيس السيسي إلى تشكيل قوة عربية عسكرية لحماية المنطقة، كان يدرك حجم التحديات الراهنة، لكن للأسف، لم يدرك القادة العرب أهمية هذه الخطوة، ومع ذلك، مصر وحدها قادرة على حماية أرضها وشعبها ومقدراتها، مهما كانت قوة المعتدي أو طبيعة التحديات.

هذا ليس مجرد خطاب حماسي، بل واقع يعكس صلابة المصريين، الذين يثبتون في كل أزمة أنهم شعب شهم، أصيل، وجدع في الشدائد، والأيام القادمة ستؤكد مجددًا أن مصر مقبرة الغزاة، وأرضها تحرق من يحاول المساس بها.

search