الإثنين، 26 مايو 2025

07:57 ص

عن فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 30 مايو 2025 الموافق 3 من ذي الحجة 1446هـ

السبت، 24 مايو 2025 02:54 م

السيد الطنطاوي

وزارة الأوقاف

وزارة الأوقاف

حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة 30 مايو 2025، الموافق 3 من ذي الحجة1446هـ بعنوان “فضائل العشر من ذي الحجة”.

وأشارت الوزارة إلى أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو التوعية بفضيلة ومنزلة العشر الأوائل من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات.

وقالت وزارة الأوقاف، إن الأيام العشر من ذي الحجة موسم من مواسم الطاعات والخيرات، فيها يتنافس المتنافسون، ويتسابق إليها المتسابقون، حتى عدت هذه الأيام من أفضل أيام الدنيا؛ لما تضمنته من فضائل، واحتوت عليه من ميزات ومسائل، حتى قيل أن أيامها أفضل من العشر الأواخر من رمضان، ومن أجل ذلك كان العلماء والفضلاء يتنافسون في أعمال البر والإحسان، ومما يدل على فضلها وشرفها ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر-" قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، ويكفي في فضلها وكرمها أن الله أقسم بها وهو -سبحانه- لا يقسم إلا بعظيم من خلقه قال -تعالى-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1-2].

وتضمنت هذه الأيام الشريفة، والليالي الكريمة يوم عرفة وما أدراك ما عرفة إنه اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم به علينا النعمة، فشرع أعظم رسالاته وأكملها، وأفضل السبل وأنبلها، وأرسل أفضل رسله، وأكرم أنبيائه من خلقه، فقال -تقدست أسمائه وجلت صفاته-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3].

استحباب الاجتهاد في العبادة وزيادة عمل الخير والبر

ومن جهة أخرى، قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية الأسبق، إن أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يُضَاعف العمل فيها، ويُستَحَبُّ فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه؛ فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة؛ فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.

جاء ذلك ردا على سؤال يقول فيه صاحبه، ما فضل صيام ثمانية أيام من عشر ذي الحجة الأول؟ وما حكم صيام يوم وقفة عرفات؟ وهل الصيام فيها يُعَدُّ من الواجبات؟ وهل يدخل فيها صيام يوم العاشر؟

حكم صيام ثمانية أيام من عشر ذي الحجة

وأضاف فضيلته: أما عن حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة، أضاف الدكتور علي جمعة: فيُستَحَبّ صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأنَّ صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنَّما هو من جملة العمل الصالح الذي حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مرَّ في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

صيام يوم عرفة

أما حكم صوم يوم عرفة: فصومُ يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حثَّ عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيُسَنّ صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.

حكم صوم العاشر من ذي الحجة

وعن حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة، قال مفتي الجمهورية الأسبق: يحرمُ باتفاق صيام يوم العاشر من ذي الحجة؛ لأنَّه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر؛ وذلك لأنَّ هذه الأيام منع صومها؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

وحديث نُبيشَة الهذلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

يتبيَّن لنا ممَّا سبق فضل العمل الصالح في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، وحرمة صوم يوم العاشر، وهو يوم العيد. والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضا: حكم لبس المظلة الشمسية المثبتة على الرأس للحاج.. دكتور نظير عياد يوضح

الحج عن الميت من مال الغير.. دكتور علي جمعة يبين الحكم

فضل العشر الأول من ذي الحجة

فضل يوم عرفة وصيامه.. دكتور شوقي علام يوضح

فضل الأضحية وشروطها.. دكتور شوقي علام يوضح

لُبس القُفَّازَيْن للمرأة المحرمة للحج.. دكتور شوقي علام يبين الحكم

الدعاء عند الطواف بالأذكار غير المأثورة.. مفتي الجمهورية يبين الحكم

حج الطفل الصغير.. دكتور شوقي علام يبين الحكم

حج الحامل والمرضع.. دكتور شوقي علام يبين الحكم

الأوقاف تنظم 115 ندوة عن حرمة إذلال النفس وإلقائها في التهلكة بالحج المخالف

شروط الاستطاعة في الحج للنساء.. مفتي الجمهورية يبينها

search