الجمعة، 30 مايو 2025

07:10 م

تعرف على فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة

الأربعاء، 28 مايو 2025 11:23 ص

السيد الطنطاوي

دار الإفتاء المصرية

دار الإفتاء المصرية

 قالت دار الإفتاء المصرية، إن الله سبحانه وتعالى، أمر عباده أن يذكروه، خاصة في الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، وعدم الغفلة عنه، فجعل الذكر شعار أهل الإيمان؛ يقول الله عز وجل: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾.
وأضافت الدار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا عن أهمية ذكر الله تعالى فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَذكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذكُرُ رَبَّهُ .. مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».
وأشارت الدار إلى أن ذكر الله -عز وجل- خاصة في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة هو الصلة بين العبد والرب، وهو وسيلة القرب وطريق الحب، وهو باب عظيم لتزكية النفس واطمئنان القلب، والسبيل إلى حسن الثواب في الآخرة.
ووجهت الدار  نصيحةً إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يحرصوا في هذه الأيام المباركة وهي أيام الحج على أن يكونوا من الذاكرين لربهم -جل وعلا- في كل وقت وحال.

فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة

وعن فضل العشر الأُوَل من ذي الحجة، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية الأسبق: قال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر: 1-2]، وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الليالي هي العشر من ذي الحجة، والتي يتعلق بها العديد من الأحكام والآداب والفضائل، ومنها:
أنها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.

حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة

وأضاف فضيلته: يستحب صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة ليس لأن صومها سنة، ولكن لاستحباب العمل الصالح بصفة عامة في هذه الأيام، والصوم من الأعمال الصالحة، وإن كان لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوم هذه الأيام بخصوصها، ولا الحث على الصيام بخصوصه في هذه الأيام، وإنما هو من جملة العمل الصالح الذي حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله في هذه الأيام كما مر في حديث ابن عباس.

حكم صيام يوم عرفة

وقال إن صوم يوم عرفة سنة فعلية فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقولية حث عليها في كلامه الصحيح المرفوع؛ فقد روى أبو قتادة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» أخرجه مسلم، فيسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو: اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفر سنتين: سنة ماضية، وسنة مستقبلة كما ورد بالحديث.

حكم صيام يوم العاشر من ذي الحجة

وأوضح أنه يحرم باتفاقٍ صيام يوم العاشر من ذي الحجة؛ لأنه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر؛ وذلك لأن هذه الأيام منع صومها؛ لحديث أبي سعيد رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ؛ يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
وحديث نبيشة الهذلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ للهِ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

من الآداب الواردة في عشر ذي الحجة لمن يعزم على الأضحية

وقال: من الآداب في عشر ذي الحجة لمن يعزم على الأضحية: ألا يمس شعره ولا بشره؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أم سلمة رضي الله عنها.
والمراد بالنهي عن أخذ الظفر والشعر: النهي عن إزالة الظفر بقَلْم أو كَسْر أو غيره، والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق، أو أخذه بنورة أو غير ذلك، وسواء شعر الإبط والشارب والعانة والرأس وغير ذلك من شعور بدنه، والنهي عن ذلك كله محمول على كراهة التنزيه وليس بحرام.
والحكمة في النهي: أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، والتشبه بالمحرم في شيء من آدابه، وإلا فإن المضحي لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم.

واختتم فضيلة الدكتور علي جمعة بالقول: تبين لنا مما سبق فضل العمل الصالح في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، واستحباب صيام الأيام الثمانية الأولى؛ لأن الصوم من جملة العمل الصالح، وسنية صوم يوم عرفة، وحرمة صوم يوم العاشر، وهو يوم العيد.
ويتضح لنا عدم دقة عبارة صيام العشر من ذي الحجة؛ لاشتمالها على ما يحرم صومه وهو يوم العيد. والله سبحانه وتعالى أعلم.

اقرأ أيضا: خطبة الجمعة القادمة 30 مايو 2025م لوزارة الأوقاف عن فضائل العشر من ذي الحجة

مدير المبادرات بمؤسسة محمد بن راشد: الأزهر شريك في نجاح مبادرة تحدي القراءة

الأزهر يكرم الطلاب الأوائل المُتألقين في مسابقة "تحدي القراءة العربي"

عن فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة.. خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 30 مايو 2025 الموافق 3 من ذي الحجة 1446هـ

حكم لبس المظلة الشمسية المثبتة على الرأس للحاج.. دكتور نظير عياد يوضح

الحج عن الميت من مال الغير.. دكتور علي جمعة يبين الحكم

فضل العشر الأول من ذي الحجة

فضل يوم عرفة وصيامه.. دكتور شوقي علام يوضح

فضل الأضحية وشروطها.. دكتور شوقي علام يوضح

لُبس القُفَّازَيْن للمرأة المحرمة للحج.. دكتور شوقي علام يبين الحكم

الدعاء عند الطواف بالأذكار غير المأثورة.. مفتي الجمهورية يبين الحكم

حج الطفل الصغير.. دكتور شوقي علام يبين الحكم

حج الحامل والمرضع.. دكتور شوقي علام يبين الحكم

search