الأحد، 01 يونيو 2025

02:38 ص

دراسة علمية: نواة الأرض تحتوي على أكبر مخزون ذهب في التاريخ يكفي لتغطية اليابسة بطبقة سميكة

الجمعة، 30 مايو 2025 07:27 م

محمد عماد

كميات كبيرة من الذهب

كميات كبيرة من الذهب

كشفت دراسة حديثة نُشرت عن جامعة جوتينجن الألمانية أن نواة الأرض تحتوي على مخزون هائل من الذهب والمعادن الثمينة الأخرى، تُقدَّر كميته بما يكفي لتغطية اليابسة بطبقة ذهبية يصل سُمكها إلى 50 سنتيمترًا، وهي نتيجة مذهلة في الأوساط العلمية والجيولوجية والاقتصادية.

الدراسة العلمية  التي أشرف عليها فريق من علماء الجيوكيمياء اعتمدت على تحليل دقيق لنظائر المعادن الثقيلة الموجودة في الصخور البركانية المنبعثة من أعماق هائلة تحت سطح الأرض، لا سيما من جزر هاواي، التي تُعد إحدى أبرز النوافذ الجيولوجية على النشاط الداخلي العميق للكوكب.

 وتبيّن من خلال التحاليل أن هذه الصخور تحمل بصمات واضحة لمواد مصدرها نواة الأرض، في مقدمتها الذهب في تطور علمي قد يغيّر نظرتنا للثروات الكامنة في باطن الأرض، .

العلماء: نواة الأرض ليست عالماً مغلقاً كما كان يُعتقد

قال الدكتور نيلس ميسلينج، الجيوكيميائي من جامعة جوتينجن وأحد القائمين على الدراسة، إن اللحظة التي ظهرت فيها النتائج الأولية كانت مفاجئة: "أدركنا حينها أننا اكتشفنا ذهبًا فعليًا قادمًا من باطن الكوكب". 

وأضاف: "تحليلنا لنظائر المعادن أظهر بوضوح أن النواة المعدنية للأرض، التي تقع على عمق يقارب 2900 كيلومتر، ليست مغلقة أو معزولة كما كنا نعتقد، بل تسرّب مواد منها عبر الحمم البركانية".

وأوضح العلماء أن عناصر مثل الروثينيوم، البلاديوم، الروديوم، البلاتين والذهب – وهي معادن تُصنف على أنها محبة للحديد – كانت قد غرقت إلى داخل نواة الأرض في المراحل المبكرة من تشكل الكوكب، ضمن ما يُعرف علميًا باسم "كارثة الحديد".

 إلا أن هذه الدراسة تشير إلى أن بعضها بدأ يعود تدريجيًا إلى السطح، بآليات معقدة تتطلب درجات حرارة وضغوطًا هائلة.

هل الذهب نزل من الفضاء؟

 الدراسة الجديدة تُرجّح كفة لطالما حيّرت العلماء عن أصول الذهب العلماء لعقود، وتضاربت النظريات بين من يعتقد أن الذهب على سطح الأرض وصل عبر نيازك من الفضاء، ومن يرى أن أصله داخلي.، مدعومة بتحليل دقيق لنظير "الروثينيوم-100"، الذي تم رصده بنسب مرتفعة في عينات الصخور البركانية الحديثة، مما يعزز فكرة تسربه من النواة.

وأشار الدكتور ماتياس فيلبولد، وهو أحد المشاركين في الدراسة، إلى أن الفريق العلمي تمكن من تمييز الفروقات الدقيقة بين نظائر الروثينيوم في نواة الأرض وتلك الموجودة على السطح باستخدام تقنيات تحليل متطورة، كانت مستحيلة في العقود السابقة.

ورغم الطابع العلمي للدراسة الحديثة فإن نتائجها تفتح الباب أمام نقاش واسع إذ تعيد النظر في مفهوم الثروة الطبيعية ومخزون الكوكب من الموارد الاستراتيجية. إلا أن الواقع الجيولوجي ما يزال يفرض حدوده، إذ يستحيل حاليًا اختراق الطبقات الصلبة لمسافة 2900 كيلومتر للوصول إلى النواة، ما يجعل الذهب المكتشف مجرد "كنز علمي" لا يمكن استخراجه في المستقبل المنظور.

search