الإثنين، 09 يونيو 2025

05:33 م

أنقذ مدينة ومات بطلًا.. حكاية السائق البطل الذى اختار الموت

الأحد، 08 يونيو 2025 07:28 م

فاطمة محمد

خالد محمد شوقي سائق شاحنة الوقود

خالد محمد شوقي سائق شاحنة الوقود

كارثة حقيقية كادت أن تشهدها مدينة العاشر من رمضان بالشرقية، ولكن اختار «خالد محمد شوقي عبدالعال» سائق شاحنة البترول، أن يكتب اسمه بدمه في سجل الأبطال، وينقذ حياة العشرات مُضحيًا بحياته ليموت محترقًا من أجل الأخرين.

«خالد» رجل بسيط من قرية مبارك بمحافظة الدقهلية، سائق شاحنة وقود كان يؤدي عمله اليومي كالمعتاد، لكن الأقدار كانت تخبئ له لحظة فاصلة، فبينما كان يتوقف لتعبئة الوقود في إحدى محطات مدينة العاشر من رمضان، اندلعت النيران فجأة في خزان الشاحنة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، لحظات قليلة كانت كفيلة بتحويل المكان إلى كتلة لهب قد تودي بحياة العشرات، لكن خالد لم يهرب وبشجاعة نادرة صعد إلى مقعد القيادة رغم ألسنة اللهب التي بدأت تلتهم المركبة، وقادها بعيدًا عن المحطة.

لم يفكر «خالد» في نفسه، بل فكّر في العاملين بالمكان، وفي السيارات المنتظرة، وفي المدينة بأسرها، حيث نجح في إخراج الشاحنة من المحطة، مبعدًا الخطر عن مئات الأرواح، لكنه دفع الثمن غاليًا، بعد أن التهمت النيران جسده، ورغم نقله إلى مستشفى بلبيس ومن بعدها إلى مستشفى "أهل مصر للحروق"، لم تنجح كل الجهود الطبية في إنقاذه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أيام من المعاناة، تاركًا خلفه قصة تُروى للأجيال.

رحل خالد، وحفر اسمه في ذاكرة مدينة العاشر من رمضان كرمز للتضحية والفداء، وودعه أبناء قريته بالبكاء والفخر، ونشرت محافظة الدقهلية بيانًا تنعيه كبطل حقيقي، وطالب البعض بتكريم أسرته على إنجبهم بطلًا حقيقيًا في زمن تندر فيه الأبطال.

كما نشرت وزارة البترول والثروة المعدنية وجميع العاملين بقطاع البترول نعيًا ببالغ الحزن؛ للبطل خالد محمد شوقي، الذي وافته المنية اليوم متأثرًا بإصابته، بعد أن ضرب أروع أمثلة البطولة والتضحية والإيثار والحرص على حياة الآخرين، مقدمًا روحه الطاهرة فداءً لسلامة زملائه والمواطنين المتواجدين بموقع حادث احتراق سيارة إمداد بالبنزين في منطقة العاشر من رمضان.

لقد أظهر البطل شجاعة نادرة وإخلاصًا فائقًا، حين تحرك بمركبته المشتعلة لإبعادها عن موقع الخطر، مما حال دون وقوع تفاقم الحريق وامتداده إلى محطة البنزين مما كان له بالغ الأثر في الحفاظ على الأرواح والحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا.

وإن وزارة البترول والثروة المعدنية، إذ تنعى هذا البطل، لتتقدم بخالص التعازي وأسمى معاني الاحترام والتقدير لأسرة الفقيد، الذي ستظل تضحيته علامة مضيئة في سجل الشرف لرجال قطاع البترول المصري، ومصدر فخر واعتزاز لأهله وزملائه من بعده، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الكريمة وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.
 

search