السبت، 14 يونيو 2025

10:07 م

إيران تعين قائدين للاركان والحرس الثوري بعد استهدافهم في الهجوم الإسرائيلي

الجمعة، 13 يونيو 2025 10:15 ص

محمد عماد

ايران

ايران

 في خطوة عاجلة تعكس حجم الصدمة التي خلّفها الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة 14 يونيو 2025، أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، صباح اليوم، سلسلة تغييرات طارئة في القيادة العسكرية العليا، شملت تعيين قائد عام جديد للحرس الثوري، ورئيس جديد لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وذلك عقب مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وعلى رأسهم حسين سلامي ومحمد باقري.

وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، فقد تم تعيين الجنرال أحمد وحيدي قائداً عاماً للحرس الثوري الإيراني، خلفاً للواء حسين سلامي الذي قضى في القصف الإسرائيلي الذي طال مقر الحرس الثوري في طهران. ويعد وحيدي من أبرز الشخصيات العسكرية في إيران، وله سجل طويل في قيادة العمليات العسكرية، حيث شغل سابقًا منصب قائد "فيلق القدس"، كما تولى وزارة الدفاع في حكومات سابقة، ويتمتع بخبرة واسعة في شؤون الأمن القومي والعلاقات العسكرية الإقليمية.

وفي ذات السياق، أصدر المرشد الإيراني قرارًا بتعيين الأدميرال حبيب الله سياري رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، خلفًا للواء محمد باقري، الذي أكدت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية مقتله أيضًا في الهجمات الجوية الإسرائيلية. وكان سياري يشغل في السابق منصب قائد القوات البحرية، ويُعرف بولائه الشديد للقيادة السياسية والعسكرية في إيران.

وفي أول تعليق رسمي بعد التعيينات، صرح قائد الجيش الجديد، اللواء عبد الرحيم موسوي، بأنهم تلقوا تعليمات مباشرة من المرشد الأعلى "بمعاقبة مرتكبي الجريمة والمحرضين عليها"، في إشارة واضحة إلى نية طهران الرد على العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل فجر اليوم.

وكانت إسرائيل قد أعلنت عبر رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، في كلمة مصورة صباح الجمعة، أنها شنت هجومًا نوعيًا استهدف "قلب البرنامج النووي الإيراني"، حيث تم توجيه ضربات مباشرة إلى منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى مواقع عسكرية ومراكز بحثية يشتبه في ارتباطها ببرنامج إيران النووي والباليستي.

وأكد نتنياهو أن العملية استهدفت أيضًا عددًا من كبار العلماء النوويين الإيرانيين الذين يعملون على "تصنيع قنبلة نووية"، حسب تعبيره، مشيرًا إلى أن إسرائيل ضربت أيضًا مراكز تطوير الصواريخ الباليستية التابعة للحرس الثوري.

ووفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن هناك "احتمالات متزايدة" بأن الضربة قد أودت بحياة أعضاء بارزين في هيئة الأركان الإيرانية، إلى جانب عدد من الخبراء النوويين، مما يُعد ضربة قاصمة للقدرات الاستراتيجية الإيرانية.

من جانبها، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية وقوع انفجارات عنيفة في محيط منشأة نطنز النووية، مع تضرر منشآت عسكرية داخل العاصمة طهران، فيما أكدت مصادر طبية وعسكرية محلية ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى، دون الإفصاح عن أرقام دقيقة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

الهجوم المفاجئ أعاد التصعيد إلى الواجهة في منطقة الشرق الأوسط، وسط توترات متزايدة بين طهران وتل أبيب، ووسط صمت دولي حذر، خاصة من الدول الكبرى المنخرطة في الملف النووي الإيراني.

وفي الوقت الذي تعيش فيه إيران حالة من التأهب القصوى، تبدو المنطقة مقبلة على منعطف خطير قد يعيد رسم معادلات الأمن الإقليمي، في ظل دعوات داخلية متزايدة في طهران للرد الحازم على ما وصفوه بـ"العدوان الصهيوني المباغت".

search