السبت، 14 يونيو 2025

09:21 م

استهداف 10 علماء نوويين إيرانيين بينهم 3 من أبرز قيادات البرنامج الذري

الجمعة، 13 يونيو 2025 10:21 ص

محمد عماد

عالم الذرة الإيراني ذو الفقاري

عالم الذرة الإيراني ذو الفقاري

كشفت مصادر إسرائيلية رسمية، صباح اليوم الجمعة، أن الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل فجرًا داخل الأراضي الإيرانية ضمن عملية عسكرية حملت اسم "الأسد الصاعد"، أسفرت عن مقتل 10 علماء نوويين إيرانيين، بعضهم من أبرز الأسماء المرتبطة ببرنامج إيران لتخصيب اليورانيوم.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية مقتل ثلاثة من كبار علماء الذرة نتيجة هذه الضربات، في مقدمتهم الدكتور أحمد رضا ذوالفقاري، أستاذ الهندسة النووية، الذي كان يشغل منصبًا بحثيًا رفيعًا في جامعة طهران. وذكرت تقارير رسمية أن ذوالفقاري فقد حياته نتيجة قصف طال منشآت بحثية حساسة في قلب العاصمة الإيرانية.

وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، فقد لقي محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي دواني حتفهما أيضًا في الضربات، وهو ما يمثل ضربة قاسية للقدرات العلمية النووية الإيرانية. ويُعرف طهرانجي كأحد العقول التي ساهمت في تطوير أجهزة الطرد المركزي الحديثة، بينما شغل عباسي دواني سابقًا رئاسة هيئة الطاقة الذرية في البلاد، وكان ضمن قائمة العقوبات الدولية المفروضة على الشخصيات الإيرانية المتورطة في مشروع الأسلحة النووية.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة مسؤولية بلاده عن العملية، مؤكدًا في كلمة مصورة أن إسرائيل "استهدفت قلب برنامج تخصيب اليورانيوم والصواريخ الباليستية الإيراني"، وأنها "وجهت ضربة قاصمة للبنية التحتية العلمية التي تقود مشروع القنبلة النووية الإيرانية".

وتأتي هذه التطورات بينما كانت إيران تُحاول التعافي من آثار استهداف مباشر لمقرات الحرس الثوري في طهران، وهي الضربات التي أودت أيضًا بحياة قادة عسكريين رفيعي المستوى، بينهم رئيس الأركان السابق محمد باقري.

وتعيد هذه العملية إلى الأذهان سلسلة الاغتيالات التي طالت علماء الذرة الإيرانيين على مدار العقد الماضي. إذ سبق وأن قُتل مسعود علي محمدي عام 2010 في انفجار استهدفه أمام منزله، تلاه اغتيال مجيد شهرياري وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن بين عامي 2010 و2012، في هجمات وصفتها طهران حينها بأنها "حرب ظل" تقودها الاستخبارات الإسرائيلية.

كما لا تزال حادثة اغتيال العالم البارز محسن فخري زاده في نوفمبر 2020 ماثلة في الأذهان، وهو العالم الذي اعتبره الغرب الأب الروحي للمشروع النووي العسكري الإيراني.

ويبدو أن إسرائيل، من خلال هذه العملية، بعثت برسالة مفادها أن تطوير إيران لسلاح نووي "خط أحمر"، ولن يُسمح ببلوغه، حتى وإن استدعى الأمر تنفيذ عمليات دقيقة في عمق الأراضي الإيرانية.

وفيما لم يصدر حتى اللحظة رد رسمي من القيادة الإيرانية على مقتل العلماء، تُرجّح التحليلات أن طهران سترد على هذه الخسائر المؤلمة، ما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد في المنطقة خلال الأيام المقبلة.

search