الثلاثاء، 01 يوليو 2025

06:13 م

إيران تدمر "العقل النووي" لإسرائيل: ماذا تعرف عن معهد وايزمان للعلوم

الإثنين، 16 يونيو 2025 04:06 ص

محمد عماد

ماذا تعرف عن معهد وايزمان للعلوم

ماذا تعرف عن معهد وايزمان للعلوم

استهدفت ضربة صاروخية إيرانية فجر الأحد معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، أحد أبرز المؤسسات العلمية والتكنولوجية في إسرائيل، فيما اعتبرته مصادر إسرائيلية "ضربة مباشرة إلى العقل العلمي للدولة".

وتسبب الهجوم في دمار واسع داخل المعهد، بما في ذلك تضرر عشرات المختبرات واندلاع حرائق في أجزاء متفرقة من الحرم الجامعي، ما أسفر عن شلل مؤقت في الأنشطة البحثية، وفق ما أظهرته صور ومقاطع فيديو تداولها الإعلام العبري.

 

 

معهد وايزمان: أكثر من مؤسسة علمية

معهد وايزمان، الذي تأسس عام 1934 على يد حاييم وايزمان – أول رئيس لإسرائيل – تحت اسم "معهد دانيال سيف"، تحوّل في عام 1949 إلى مركز أكاديمي يحمل اسمه الحالي. ويعد المعهد اليوم من أهم المؤسسات العلمية في الشرق الأوسط والعالم، ويصنف ضمن أفضل 20 معهدًا عالميًا في جودة البحث وفق مؤشر "ليدن".

يضم المعهد نحو 2500 باحث وطالب دراسات عليا، ويمنح درجات الماجستير والدكتوراه في تخصصات دقيقة كالكيمياء، الفيزياء، البيولوجيا، علوم الحاسوب، والرياضيات، كما يستضيف عشرات المؤتمرات العلمية سنويًا، ويشرف على ما يزيد عن 30 مختبرًا بحثيًا.

 

من التعليم إلى خدمة الجيش الإسرائيلي 

ورغم أن نشاط المعهد يمتد في الظاهر إلى الأبحاث الأكاديمية والطبية، إلا أن له بعدًا عسكريًا واضحًا. إذ يشارك المعهد في تطوير تكنولوجيا عسكرية متقدمة لصالح الجيش الإسرائيلي، منها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتوجيه الطائرات بدون طيار، والتقنيات الإلكترونية الدفاعية، وأنظمة التشفير والملاحة العسكرية.

كما أن للمعهد سجلًا مهمًا في دعم الصناعات المرتبطة بالبرنامج النووي الإسرائيلي، سواء من خلال تطوير أدوات البحث، أو تدريب كوادر علمية تشارك لاحقًا في برامج حكومية سرية.

أبعاد استراتيجية للهجوم علي معهد وايزمان 

بحسب محللين، فإن استهداف معهد وايزمان يبعث برسالة واضحة من طهران مفادها أن "العقل الإسرائيلي" لم يعد بمنأى عن مرمى صواريخها، وأن الرد الإيراني لن يقتصر على المنشآت العسكرية فحسب.

وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل منذ فجر الجمعة، حيث شنّت تل أبيب عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت خلالها منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، ما أسفر عن سقوط عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، بحسب بيانات رسمية.

وفي مساء اليوم ذاته، ردّت إيران بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، استهدفت بها مواقع حيوية داخل إسرائيل، وأوقعت حتى مساء الأحد نحو 13 قتيلًا وأكثر من 340 مصابًا، إضافة إلى خسائر مادية واسعة.

 

يمثل استهداف معهد وايزمان نقطة تحول خطيرة في طبيعة التصعيد، حيث انتقل الصراع من استهداف البنية التحتية العسكرية إلى ضرب مراكز الفكر والبحث والتطوير. وبالنظر إلى المكانة العالمية للمعهد، فإن هذا الهجوم قد يكون له تبعات أكاديمية واقتصادية وعسكرية بعيدة المدى، ليس فقط على إسرائيل، بل على شراكاتها البحثية الدولية.

search