الإثنين، 23 يونيو 2025

09:17 ص

أحمد محارم يكتب: وجع في قلب إسرائيل

الجمعة، 20 يونيو 2025 05:34 م

أحمد محارم

أحمد محارم

ما يدور حولنا من أحداث طوال الأسبوع الماضي جعل الناس في حيرة، ومعظمهم يقول إن ما نعرفه قليل، وما نفهمه أقل من القليل؛ والجميع في حيرة.

لم يكن بنيامين نتنياهو يتوقع أو يتصور أن تمتلك إيران القوة أو القدرة على هذا الرد بالصورة التي حدثت.

وكان هجوم الجمعة الماضية على إيران قويًّا وموجعًا، ولأسباب يطول شرحها، من بينها الاختراقات الأمنية للداخل الإيراني وقتل عدد من القيادات العسكرية والعلماء المسئولين عن البرنامج النووي الإيراني.

ومع هذه الربكة، والتي كان من المتوقع ألا تقوم لإيران قائمة إلا بعد وقت طويل، خاصة أن إسرائيل اعتادت في مرات سابقة أن يكون رد إيران نمطيًّا بأنها "سوف ترد في الوقت والمكان المناسبين"، لكن جاءت المفاجأة.

فقد بدأت إيران خلال 24 ساعة بهجوم مضاد أربك حسابات إسرائيل، بل واستمرت الهجمات الإيرانية على الداخل الإسرائيلي، فوجدت نفسها، وأمام مواطنيها، في موقف صعب.

نصف المجتمع في إسرائيل أصبح تحت الأرض في الملاجئ، والحياة اليومية بات من الصعب أن تستمر لفترات طويلة تحت التهديد الإيراني المتصاعد يومًا بعد يوم.

أما عن الجانب الأمريكي، والذي يُفترض أنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ المهمة نيابة عنه، فقد وجدت إسرائيل، مع مرور الوقت وتصاعد الأحداث، أنها غير قادرة أو لن تستطيع وحدها إكمال المهمة، فطلبت -كالعادة- النجدة والعون من أمريكا.

السياسة الخارجية لأي دولة هي انعكاس للسياسة الداخلية، والدول الثلاث: إيران، وأمريكا، وإسرائيل، لديها مشاكل داخلية متنوعة.

دونالد ترامب مأزوم داخليًّا، حيث إن معظم -إن لم يكن كل- وعوده للشعب الأمريكي قد تبخرت؛ فلم ينهِ حرب روسيا على أوكرانيا، ولا حرب إسرائيل على غزة، ووعد بعدم دخول أي حرب.

تصاعد الأمور جعل تصريحاته متناقضة، فهل يُصعد في الحديث كنوع من الضغط النفسي على إيران كي ترضخ وتقبل بالتفاوض المشروط؟ من الواضح أن إيران لن تقبل بذلك.

إذا كانت نية الطرفين -إسرائيل وأمريكا- هي إسقاط النظام الإيراني أو إضعافه من أجل استكمال مسيرة «مشروع الشرق الأوسط الكبير» أو «الجديد»، فإن التحديات لا تزال كثيرة وكبيرة.

الدول العظمى صاحبة المصالح مع إيران، مثل روسيا والصين، لن تظل صامتة، بل سيكون لديها نوع من الدعم أو الرد سيظهر في وقت ما.

لو أن الألم في إسرائيل، فإن هناك مللًا أو خيبة أمل في الداخل الأمريكي، حيث يشعر الشعب، الذي اختار ترامب للمرة الثانية، بأنه قد خُدع، فهذه ليست الصورة الذهنية التي اعتاد العالم أن يرى من خلالها أمريكا.

هناك صوت في الداخل الأمريكي الآن يقول بأعلى صوت:

«نحن أمة في خطر»

الوجع في قلب إسرائيل جعل أمريكا أمة في خطر.

search