الخميس، 31 يوليو 2025

04:13 م

عراقجي : ايران لا تثق في النوايا الأميركية بشأن العودة إلى المفاوضات

السبت، 21 يونيو 2025 11:46 ص

محمد عماد

عراقجي

عراقجي

أعلن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن طهران لا تثق في النوايا الأميركية بشأن العودة إلى المسار التفاوضي، مؤكدًا أن بلاده لن تدخل في محادثات جديدة مع الولايات المتحدة إلا بعد وقف "العدوان الإسرائيلي" على الأراضي الإيرانية.

جاء ذلك في مقابلة حصرية أجراها عراقجي مع شبكة "NBC News" الأميركية، على هامش اجتماع في جنيف جمعه بكبار الدبلوماسيين الأوروبيين، في محاولة أوروبية لتهدئة التوتر المتصاعد بعد الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت داخل إيران.

خيانة للدبلوماسية

عراقجي، الذي يوصف داخل الأوساط الإيرانية بأنه أحد العقول الاستراتيجية للسياسة النووية، أشار بوضوح إلى أن طهران باتت تنظر إلى الولايات المتحدة كشريك غير موثوق، وقال:
"ربما كانت واشنطن تبحث فقط عن غطاء دبلوماسي لتنفيذ هجوم عسكري، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول مصداقيتهم. لا نعرف كيف يمكننا أن نثق بهم بعد الآن. ما فعلوه كان في الواقع خيانة للدبلوماسية."

وفي تعليقه على المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب – والمقدّرة بأسبوعين للوصول إلى تسوية تفاوضية – أضاف عراقجي:
"الكرة في ملعب البيت الأبيض. نحن لا نتهرب من التفاوض، ولكننا لن نجلس إلى طاولة حوار بينما تتساقط علينا الصواريخ."

التخصيب: خط أحمر إيراني

في موقف حاسم، جدد عراقجي رفض بلاده لأي تنازلات تتعلق بتخصيب اليورانيوم، وهو البند الأشد حساسية في الملف النووي الإيراني، قائلاً:
"طلب الرئيس ترامب منا التخلي عن التخصيب، وقلت لمبعوثه ستيف ويتكوف مرارًا إن هذا مستحيل. التخصيب للأغراض السلمية هو حق قانوني لكل دولة. بل هو إنجاز لعلمائنا، ولا يمكن أن نتخلى عنه. هذه مسألة كرامة وطنية قبل أن تكون موضوعًا تقنيًا."

ويُعد هذا التصريح رسالة صريحة لكل من واشنطن وأوروبا، مفادها أن إيران متمسكة بثوابتها في ظل ما تعتبره ضغوطًا غير مبررة تستهدف إخضاعها سياسيًا واقتصاديًا.

انتقادات للمبعوث الأميركي

ولم يخف عراقجي امتعاضه من أداء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي وصفه بأنه "رجل نبيل" لكنه "يفتقد القدرة على الالتزام":
"لقد غيّر مواقفه في كل اجتماع، ربما لأنه لا يملك صلاحيات تنفيذ ما يتعهد به. هذا الوضع خلق فجوة كبيرة في الثقة، ونحن لا نبني علاقاتنا على وعود لا تُنفذ."

وأشار إلى أن قنوات الاتصال لا تزال قائمة مع الجانب الأميركي، لكنها "تقتصر على رسائل مباشرة وغير مباشرة"، في دلالة على تراجع مستوى التواصل إلى الحد الأدنى، وسط تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة.

أوروبا في المنتصف

وبينما تحاول الدول الأوروبية – وعلى رأسها فرنسا وألمانيا – إعادة إحياء مسار التفاوض، تبدو المهمة شبه مستحيلة في ظل تصلب المواقف بين طهران وواشنطن. ويبدو أن أي تقدم لن يتحقق ما لم يتم تبريد الجبهات العسكرية أولًا، وهو ما تراه طهران شرطًا مسبقًا لا بديل عنه.

search