الأحد، 22 يونيو 2025

07:26 م

أحمد محارم يكتب: «خالد هنو».. حين يصبح الفن مرآة للمشاعر والمدينة

الأحد، 22 يونيو 2025 02:14 ص

أحمد محارم

أحمد محارم

يُقال إن الشعراء يتبعهم الغاوون، أما الفنانون فيلحقهم الحالمون.. ولعل في هذه المقولة ما يلخص جوهر رحلة الفنان خالد هنو، الذي حمل الإسكندرية في قلبه ولوحاته، وصاغ أحاسيسه وأحلامه بريشة مغموسة في روح المكان والإنسان.

الإنسان وحده هو من يحلم، والفنان هو من يترجم هذه الأحلام إلى مشاهد وألوان، أمام لوحة فنية لا نعرف صاحبها، قد نقف مأخوذين ونشعر وكأن الرسام يعرفنا، كأن ما على القماش خُطَّ لنا، وهذا ما يفعله خالد هنو تماما، ولوحاته لا تُشاهد فحسب، بل تُحس وتُقرأ.

أحمد محارم وخالد هنو

في متحف الإسكندرية القومي، سعدت بحضور ندوة للفنان الدكتور خالد هنو، محاطًا بأصدقاء لهم همٌّ بالفن والحياة.

 كنت أحد المستمعين، تمنيت أن تتحول اللحظة إلى لقاء، وقد تحقق، زرته في مرسمه، وهناك فهمت أن عشقه للإسكندرية ليس محض شعور بل مشروع حياة، وأن الفن لديه ليس زخرفة بل سردية صادقة عن مدينة تنبض في كل زاوية.

بأسلوبه الخاص، يشركنا خالد في رؤيته للعالم؛ نردد "الله" مرتين، مرة لأن ما نراه جميل، ومرة احترامًا للصانع الذي استطاع أن ينقل ما بداخلنا دون أن ننطق بكلمة.

لم يكن وصوله إلى الفن وليد التخطيط، بل نسجته الصدف، من إعجاب مبكر بالخطوط، إلى دراسة فنونها، ثم انغماس في عوالم التصوير والتشكيل، حتى الحب في حياته جاء عبر لوحة رسمها لنفسه، فلفتت قلبًا تقاطع مع مصيره ليكونا شريكين في الحياة.

حين جلست معه، شعرت أنني أمام شخص أعرفه منذ زمن، إنسان بسيط، متواضع، يحمل في داخله أجمل ما فينا كمصريين: حب الناس، حب الحياة، وتلك الروح التي تُحوّل الألم إلى فن، والحنين إلى شكلٍ ولون.

أتمنى يومًا أن يحل ضيفًا على الجالية المصرية والعربية في نيويورك، ليشاركنا صوره الصادقة عن مدينته وعالمه، فالفن حين يكون صادقًا، يتجاوز الحدود والمسافات، ويدخل القلوب كما دخل قلب كل من عرف خالد هنو .

search