علاء الدين رجب يكتب: مدينة المعرفة.. سدّ الثغرة في احتياجات البحوث الصناعية في مصر
الأربعاء، 25 يونيو 2025 01:13 م
المهندس علاء رجب

م/علاء الدين رجب – خبير التحول الرقمي
في ظل تسارع التحول الصناعي العالمي المرتبط بالتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، تبرز الحاجة في مصر إلى منظومة بحوث صناعية قوية ومتكاملة، تُلبي احتياجات التصنيع المحلي، وتسهم في تعزيز القدرة التنافسية للصناعات الوطنية، وتحقيق الاكتفاء التقني.
وبينما واجهت مصر، لفترة طويلة، فجوةً واضحةً بين مخرجات البحث العلمي ومتطلبات الصناعة، فإن مشروع "مدينة المعرفة" بالعاصمة الإدارية الجديدة يمثل نقطة تحول استراتيجية نحو جسر هذه الفجوة، وبناء قاعدة وطنية فعالة للبحث والتطوير الصناعي.
تهدف المدينة، في الأساس، إلى أن تكون منصة متكاملة للإبداع الرقمي، من خلال توفير بيئة محفزة للبحث العلمي، وتطوير التطبيقات والبرمجيات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة، وأمن المعلومات، مما يؤدي إلى:
أولًا: سد فجوة البحث الصناعي في مصر
تعاني معظم المؤسسات الصناعية في مصر من ضعف في الابتكار التكنولوجي المحلي، واعتماد مفرط على التكنولوجيا المستوردة، وغياب الربط المؤسسي الفعّال بين مراكز البحوث والقطاع الصناعي. كما أن العديد من الأبحاث الأكاديمية تنتهي دون تطبيق فعلي في المصانع، مما يؤدي إلى تراكم معرفي غير موظف، ويزيد من التبعية التقنية.
ثانيًا: توفير بنية تحتية للبحث التطبيقي
مدينة المعرفة، التي تُقام على مساحة تقارب 200 فدان، صُممت لتكون محورًا متكاملاً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبحوث التطبيقية، وريادة الأعمال.
وتشمل المدينة مكونات رئيسية مثل:
مراكز تميز في الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والأنظمة المدمجة.
معامل بحثية متخصصة لتطوير التطبيقات الصناعية والحلول الذكية.
شراكات مع جامعات دولية ومؤسسات صناعية لتوجيه البحث نحو التطبيق.
حاضنات أعمال ومسرّعات لتمويل وتطوير الابتكارات الصناعية.
معامل وورش متخصصة للنماذج الأولية (Prototypes).
كل ذلك يخلق بيئة بحثية موجهة لحل التحديات الواقعية التي تواجه المصانع، مثل تحسين كفاءة الطاقة، والتحكم الذكي، والتصنيع المرن، والأتمتة، مما يسهم في سد فجوة نقل التكنولوجيا من المعمل إلى خط الإنتاج.
ثالثًا: التكامل بين الصناعة والتعليم العالي
تسعى مدينة المعرفة إلى إعادة هندسة العلاقة بين الجامعات والمصانع، من خلال:
برامج تعليم تطبيقي موجهة لحل مشكلات صناعية محددة.
فرق بحث مشتركة تضم مهندسين وأكاديميين وصُنّاعًا.
برامج تمويل مشترك لمشروعات تطوير تقني بالتعاون مع القطاع الخاص.
ربط الأبحاث الجامعية مباشرةً بمشكلات الصناعة واحتياجاتها.
رابعًا: جذب الاستثمارات والشركات البحثية
توفر المدينة بيئة جاذبة للمستثمرين في مجال التكنولوجيا الصناعية، من خلال:
بنية تحتية رقمية متقدمة.
خدمات حكومية رقمية مرنة.
مناطق متخصصة للشركات متعددة الجنسيات في المجالات التقنية.
قوى عاملة مدرّبة على أحدث النظم التكنولوجية.
لا تسعى مدينة المعرفة فقط إلى احتضان التكنولوجيا، بل إلى إعادة تعريف دور البحث العلمي في خدمة الصناعة بمصر، وخلق دورة إنتاجية متكاملة تبدأ من الفكرة وتنتهي بمنتج وطني قادر على المنافسة. وهي بذلك تمثل أداة استراتيجية لسد ثغرة البحوث الصناعية، ولبنة أساسية في بناء اقتصاد مصري أكثر ذكاءً واستقلالية.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
البنك الدولي يضخ أكثر من 1.3 مليار دولار لدعم التنمية في العراق وسوريا ولبنان
25 يونيو 2025 01:21 م
تعرف على أسعار الفراخ البيضاء والبلدي اليوم الأربعاء 25 يونيو
25 يونيو 2025 05:00 ص
الصين تسعى إلى جذب مهندسي الروبوتات برواتب تصل إلى ربع مليون جنيه شهريًا
23 يونيو 2025 04:12 م
أسعار النفط تقفز لأعلى مستوى منذ يناير.. خام "برنت" يتجاوز 81 دولارًا
23 يونيو 2025 10:05 ص
أسعار الذهب في مصر اليوم الاثنين 23 يونيو 2025،
23 يونيو 2025 09:29 ص
استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 يونيو 2025
22 يونيو 2025 02:38 م
الأكثر قراءة
-
رحيل صاحب "العفاريت".. وداعًا للقدير عماد محرم| موعد ومكان الجنازة
-
محمد حامد يكتب: عبدالوارث عسر.. شيخ الممثلين وأستاذ الأداء
-
عماد محرم يودّع الحياة.. صاحب أشهر أدوار الشر في السينما المصرية
-
باسم عوض الله يكتب: هل تواجه الحياة تطور بشري أم تدهور إنساني..؟!
-
مجلس جامعة دمنهور يقر حزمة من القرارات الحيوية دعماً للعملية التعليمية
أكثر الكلمات انتشاراً