السبت، 05 يوليو 2025

06:23 م

محادثات أميركية صينية مرتقبة لحسم مصير "تيك توك"

السبت، 05 يوليو 2025 01:19 م

محمد عماد

تطبيق تيك توك

تطبيق تيك توك

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن واشنطن تستعد لبدء جولة مفاوضات جديدة هذا الأسبوع مع الجانب الصيني، تهدف إلى حسم مستقبل تطبيق "تيك توك" داخل السوق الأميركية في تطور جديد ضمن سلسلة النزاعات التقنية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين .

 وأكد ترامب، في تصريحات صحفية أدلى بها على متن طائرة الرئاسة يوم الجمعة، أن المحادثات من المرجح أن تنطلق يوم الاثنين أو الثلاثاء، في محاولة للتوصل إلى "صفقة شبه نهائية" تتعلق ببيع أصول "تيك توك" إلى شركة أميركية.

وأضاف ترامب أن المحادثات قد تشمل التواصل المباشر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أو أحد كبار ممثليه، في إشارة إلى أن القضية لا تقتصر على الجوانب التجارية فحسب، بل تتعداها إلى مستويات عليا من التنسيق السياسي بين البلدين. وقال ترامب: "لدينا صفقة إلى حد كبير... لقد اقتربنا من الاتفاق بشأن بيع التطبيق داخل الولايات المتحدة".

ويأتي هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني، وسط مخاوف أميركية متزايدة من استخدام تطبيقات صينية لجمع بيانات المستخدمين والتأثير على الرأي العام.

ويعود الجدل حول "تيك توك" إلى ما قبل أكثر من عامين، حين بدأت إدارة ترامب حملة للضغط على شركة "بايت دانس" الصينية المالكة للتطبيق، مطالبة إياها ببيع أصول "تيك توك" في الولايات المتحدة إلى شركة أميركية، تحت طائلة الحظر الكامل للتطبيق من الأسواق الأميركية. وكانت الإدارة الأميركية آنذاك قد استندت إلى مبررات أمن قومي، معتبرة أن وجود التطبيق بملكيته الصينية يمثل تهديدًا محتملاً لخصوصية المواطنين الأميركيين ولأمن البلاد الرقمي.

وفي ضوء هذه الضغوط، وافقت "بايت دانس" مبدئيًا على التفاوض لبيع عمليات "تيك توك" داخل الولايات المتحدة إلى كيان جديد تكون ملكيته بأغلبية لمستثمرين أميركيين، كما تكون مقارّه التشغيلية داخل الأراضي الأميركية، في محاولة للامتثال للمتطلبات التنظيمية.

إلا أن الصفقة التي كانت في مراحلها الأخيرة مطلع العام الجاري، واجهت عقبات عديدة أبرزها رفض الحكومة الصينية إعطاء الضوء الأخضر لنقل بعض التكنولوجيات الخاصة بالخوارزميات إلى أطراف غير صينية، بالإضافة إلى تصاعد الحرب التجارية بين البلدين إثر فرض واشنطن رسومًا جمركية إضافية على المنتجات الصينية، ما أدى إلى تعليق المحادثات لعدة أشهر.

وفي خطوة هدفت إلى منح مزيد من الوقت للتفاوض، قرر ترامب الشهر الماضي تمديد المهلة الممنوحة لشركة "بايت دانس" حتى 17 سبتمبر المقبل، من أجل التوصل إلى اتفاق مُرضٍ يحقق المصالح الأميركية دون المساس بالسيادة الصينية.

ورغم أن الحديث عن صفقة قريبة يعكس تفاؤلًا في البيت الأبيض، فإن ترامب نفسه أقرّ بأن إتمام الاتفاق لا يزال مرهونًا بموافقة السلطات الصينية. وقال: "لست واثقًا بنسبة 100%، لكنني أعتقد أن هذا سيحدث... علاقتي بالرئيس شي جيدة، وأعتقد أن هذه الصفقة ستكون مفيدة للطرفين".

ويُنظر إلى هذه المحادثات على أنها اختبار جديد لقدرة واشنطن وبكين على فصل الملفات التكنولوجية عن الملفات السياسية المتوترة، في وقت تتزايد فيه الأصوات داخل الكونغرس الأميركي للمضي قدمًا في تشريعات تحد من النفوذ التقني الصيني داخل الولايات المتحدة، فيما تعتبر بكين هذه التحركات جزءًا من "حرب تقنية باردة".

للمزيد من  أخبار الإقتصاد والمال علي المصري الآن

search