الإثنين، 14 يوليو 2025

03:12 م

"موسيقار الشعب" يوثق سيرة وأعمال سيد درويش بهيئة الكتاب

الأحد، 13 يوليو 2025 04:24 م

إسراء علي

الهيئة المصرية العامة للكتاب

الهيئة المصرية العامة للكتاب

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية وزارة الثقافة، كتابًا جديدًا تحت عنوان "سيد درويش.. موسيقار الشعب"، من تأليف معتز محسن عزت، وذلك ضمن إصدارات سلسلة "عقول" المعنية بتوثيق سير وأعمال رموز الثقافة والفن بمصر.

الكتاب يتناول الواقع في 4 فصول، السيرة الذاتية والفنية للموسيقار الراحل سيد درويش، الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية. ويُعد الفصل الأول من الكتاب هو الأطول والأكثر حيوية، إذ يسلط الضوء على مشوار سيد درويش من ميلاده في 17 مارس 1892 بحي كوم الدكة بالإسكندرية، حتى وفاته المبكرة في أوائل الثلاثينيات من عمره.

النشأة المبكرة لدرويش وعلاقته الوطيدة بوالده 

ويركز الكتاب على النشأة المبكرة لدرويش، وعلاقته الوطيدة بوالده "المعلم درويش البحر"، الذي ألحقه بكتاب سيدي أحمد الخياش، حيث أتم حفظ القرآن الكريم، ما منحه قدرة متميزة على التذوق الموسيقي والتجويد الصوتي منذ الصغر. كما توضح فصول الكتاب كيف ساهمت الأمسيات الشعبية وجلسات المقاهي السياسية في تكوين وعيه الوطني، حيث كان يصغي باهتمام لأحاديث والده وأصدقائه حول الاحتلال البريطاني والأحداث الجارية في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، والزعيم مصطفى كامل.


أما باقي الفصول، فتتناول أعمال سيد درويش الغنائية والمسرحية بشكل تفصيلي وموثق، مما يجعل الكتاب مرجعًا ثمينًا للباحثين والدارسين في مجالات الموسيقى والمسرح والفنون بشكل عام، إلى جانب كونه مادة ثرية تستحق التأمل من القارئ العادي.

ويُبرز الكتاب كيف تحوّل سيد درويش إلى "صوت الشعب"، معبرًا عن طموحاته وآلامه، ومجددًا في الشكل والمضمون الفني، ليخلد اسمه كواحد من أعمدة الفن المصري الأصيل.


مسك الختام بحكايات شريف الدسوقي

من ناحية أخرى، أسدل معرض الفيوم للكتاب، الذي نظمته الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ستار فعالياته بتظاهرة فنية وثقافية مبهرة، كان بطلها الفنان القدير شريف الدسوقي، الذي اعتلى خشبة المسرح في اليوم الختامي ليأخذ الجمهور في رحلة سردية عبر ثلاث حكايات جسدت عمق الروح المصرية، وتنوعت بين الواقع والرمز، بين الوجدان والحكمة.


بأداء درامي مؤثر، سرد الدسوقي حكاية "عم دسوقي"، الشخصية المصرية البسيطة، القانعة، التي تقاوم تحولات المجتمع بروح مليئة بالمحبة والتسامح رغم قسوة الظروف. 
أما الحكاية الثانية، "الوهبة"، فحملت دلالات روحية عميقة، ورسالة تدعو إلى الرضا، وقبول القليل بقلب ممتلئ بالقناعة والسلام الداخلي، ثم جاءت الحكاية الثالثة، "أشباح فرنسا"، لتجسد وحدة النسيج المصري، وتؤكد أن جوهر العلاقة بين أبناء الوطن يتجاوز التصنيفات الدينية أو الاجتماعية، ويقوم على المحبة، والحكمة، والتآخي.


تجربة "الحكايات اليومية"، التي احتضنها المعرض، جاءت في إطار التعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب – الجهة المنظمة للمعرض – وملتقى القاهرة للحكي، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، لتضفي على ختام الدورة طابعًا إنسانيًا وفنيًا يليق برسالة الكتاب، ويعكس تنوع الإبداع المصري.

search