الخميس، 17 يوليو 2025

10:21 م

علاء ثابت مسلم يكتب: نظام البكالوريا.. حرية اختيار؟ ولا خدعة بمسميات براقة؟

الأربعاء، 16 يوليو 2025 09:05 م

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

في عرض أقرب لأفلام الخيال، خرج وزير التعليم مبشرًا بأن الطلاب سيحصلون على حرية كاملة لاختيار بين البكالوريا الدولية الجديدة أو الاستمرار في نظام الثانوية العامة التقليدي. وعلى قد ما يبانه كأنه حلم تحقق، الحقيقة إنها مش أكتر من كذبة مرتبة كويس تُخفي وراءها واقع تعليمي مرتبك وفوضوي.
حرية الطالب؟ أهلاً بك في طريق بلا عودة  
يقال إن الطالب يختار، لكن الواقع إن هذا "الاختيار" = قرار نهائي لا رجعة فيه. استقريت على نظام؟ خلاص، ماينفعش تبدله، حتى لو اكتشفت إنه لا يناسبك. كأنهم بيقولوا لك: ادخل تجربة مصيرية... بس بدون مخرج طوارئ.
حرية ولي الأمر؟ مجرد حضور شرفي!
ولي الأمر هنا مجرد شاهد على المسرحية، توقيعه مطلوب للتوثيق مش للمشاركة الفعلية. لا وجود لآلية تضمن أن القرار فعلاً تم بتوافق أسري واضح، أو بعد إتاحة معلومات كافية.
المدارس بين الواقع والسيطرة المركزية 
وهنا النقطة الأهم: هل فعلاً كل المدارس عندها حرية تطبيق النظام؟ ولا القصة كلها "ديكور حرية"؟  
بعض المدارس تؤكد أنها تـُجبر على تطبيق أحد النظامين دون رأي حقيقي، في حين تُمنح مدارس أخرى حق تقرير المصير. النتيجة؟ تمييز تعليمي مبني على الجغرافيا والإمكانيات، لا على رؤية أو معايير واضحة.
نظام تطوير ولا إعادة تغليف؟ 
الخوف الأكبر إننا نكون بندور في نفس الدائرة القديمة، نلونها بلون جديد ونقول: "نطور التعليم!". لكنّه التطوير اللي مايعرفش يوصل لكل المدارس، ولا يضمن تدريب كافٍ للمعلمين، ولا يشرح للطلاب: إنت رايح فين؟
هل الطالب فعلاً الرابح؟
في المسرحية دي، الكل بيتكلم عن الطالب، بس محدش بيسأل نفسه: هو فهم اللعبة أساسًا؟!  
والمحصلة؟ طالب تايه، مدرسة مرتبكة، ولجنة وزارية بتوزع صكوك "حرية الاختيار".. وهيّ أصلاً ما سلمتش الخريطة لحد.
وها نحن، مع كل قرار وزاري جديد: البكالوريا بنظامها "الاختياري" صارت كأنك في سوبر ماركت تعليم، لكن البائع هو اللي بيحط في سلتك مش أنت! أما عن أعمال السنة للصف الثالث الإعدادي، فده المشهد الكوميدي الحقيقي، الوزارة بتعدّل القانون وتواجه موجة غضب جمهوري ببرود يحسدها عليه التمثال الروماني، وتصر إن النسبة ستُطبّق ولو على طريقة "أنا شايف مصلحتك" حتى لو الطلاب وأولياء الأمور شايفين العكس تمامًا.  
وفي النهاية، الرسالة واضحة: قرارات الوزارة مش بس خارج الصندوق... دي خارج الجمهور نفسه، والطالب بقى فريسة اختيارات مفروضة تحت لافتة "حرية" ما شافهاش غير على الورق!

search