الثلاثاء، 22 يوليو 2025

03:35 ص

علاء ثابت مسلم يكتب: أعمال السنة للإعدادية.. المجتمع يرفض والآمال معلقة على تدخل الرئيس

الإثنين، 21 يوليو 2025 09:15 م

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

في وطن طالما تغنى بالعلم كطريق للنور، قررت وزارة التعليم أن تُطفئ هذا النور... وتستبدله بكشاف المدرّس!

فجأة، وبدون إنذار، أفاق الشعب المصري على قرار "أعمال السنة" وكأنه مشهد محذوف من فيلم رعب تعليمي، حيث يُصبح الطالب رهينة مزاج المدرّس، ويُعاد تعريف النجاح لا بالاجتهاد ولا بالدرجات، بل بـ"الكاريزما" و"القبول الشخصي"!

وكأن الوزير قرر أن يُجرّب في أولادنا فكرة "التعليم حسب المقاس"... اللي يعرف المدرس يكسب، واللي مش عارف… يتحمّل "موسم المجاملات"!

في هذا السيناريو الجديد، لم يعد الطالب هو من يذاكر، بل أصبح ولي الأمر هو من يركض وراء المدرّس، يتودد إليه، ويحاول أن يشتري "العدل" بدم قلبه في شكل دروس خصوصية، وهدايا، وكلمة طيبة!

الشوارع ضجت بالغضب، السوشيال ميديا انفجرت، والميمز تحولت من وسيلة ضحك إلى صرخة احتجاج.

أولياء الأمور فقدوا أعصابهم، والطلاب تحولوا إلى رهائن في لعبة لا قواعد لها.

وبدلًا من أن تخرج الوزارة لتشرح، لتوضح، لتُهدّئ... أرسلت لنا "جُمل مطّاطة" مثل:

المدرسين على قدر عالٍ من النزاهة

نثق في المعلمين

وكأننا في دولة أفلاطون، لا في مدارس تُعلّق فيها النتائج على المعارف، لا على الكفاءات!

يا سيادة الرئيس، الشعب يناديك لا لتعديل قرار… بل لإنقاذ مبدأ!

العدالة في التعليم ليست رفاهية، بل هي الحائط الأخير اللي لسه واقف قدام انهيار الثقة في النظام كله.

إذا كان الهدف هو التطوير، فابدأوا بالمعلمين لا بالطلبة، أصلحوا الأدوات قبل ما تحاسبوا المستخدمين.

هل يُعقل أن يتحوّل المعلم إلى خصم وحكم ومُقيّم؟!

هل نُعلّم أبناءنا أن التميز لا يُقاس بالعلم، بل بـ"القبول عند المدرّس"؟!

نحن لا نرفض التطوير، بل نرفض أن يُختزل مستقبل أولادنا في قرارات مرتجلة تُتخذ خلف المكاتب بعيدًا عن أرض الواقع. نرفض أن تتحوّل المدارس إلى ساحة مجاملات، والمعلمين إلى صانعي أقدار وفقًا للأهواء.

العدالة التعليمية مش رفاهية، دي حق أصيل، والسكوت على القرار ده معناه إننا بنسلم أولادنا لنظام مش بيكافئ المتميز، بل بيكافئ المُقرّبين.

فهل يرضى الرئيس بأن يكون مستقبل أولادنا رهينة علاقات شخصية بدلًا من الجهد والعلم؟

الكرة الآن في ملعب القيادة… والشعب في انتظار قرار يعيد للمصريين إيمانهم بأن "العدل في التعليم مش مجرد شعار.

search