الأربعاء، 30 يوليو 2025

10:08 م

في الذكرى الـ27 لرحيله.. فريد شوقي "وحش الشاشة" وزيجاته الخمسة

الأحد، 27 يوليو 2025 03:59 م

صورة نادرة لفريد شوقي وبناته

صورة نادرة لفريد شوقي وبناته

في مثل هذا اليوم، الموافق 27 يوليو، تمر الذكرى السابعة والعشرون على رحيل أحد أعمدة الفن العربي، الفنان الكبير فريد شوقي، المعروف بلقب "وحش الشاشة"، الذي شكّل خلال مسيرته الطويلة أيقونة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية والعربية، وترك بصمة خالدة في قلوب محبيه، بعد أن ملأ الشاشات على مدار أكثر من خمسين عاماً بالأداء القوي، والحضور اللافت، والتنوّع غير المسبوق في الأدوار والشخصيات.

رغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على وفاته، لا يزال فريد شوقي حيًا في الذاكرة الجمعية للجمهور، ليس فقط من خلال أعماله السينمائية التي تُعرض حتى اليوم على الشاشات، بل من خلال الأثر الفني والثقافي الذي تركه وراءه، وهو ما يؤكد أن هذا الفنان لم يكن مجرد ممثل يؤدي أدوارًا، بل كان مشروعًا فنياً متكاملاً، نضج مع الزمن، وساهم في تطور السينما المصرية بشكل ملموس.

تميز فريد شوقي بقدرته على تقديم شخصيات متعددة تمس الواقع، من "الفتوة" الذي يدافع عن الضعفاء، إلى الرجل الشعبي البسيط الذي يعيش صراعات الحياة اليومية، مرورًا بالأب الحنون، والشرير المعقّد، والمكافح الذي لا يستسلم. تنقل بين هذه الأدوار بسلاسة مذهلة جعلت منه مرآة للمجتمع المصري بمختلف طبقاته.

نشأة متواضعة 

وُلد فريد محمد عبده شوقي في 30 يوليو عام 1920 بحي السيدة زينب الشعبي في القاهرة، وسط أجواء أسرية بسيطة دعمت شغفه بالفن. التحق بمدرسة الناصرية، وحصل على شهادة الابتدائية مبكرًا، قبل أن يدرس الهندسة التطبيقية ويعمل كمهندس لعدة سنوات. لكن حبه للمسرح والتمثيل دفعه إلى ترك مهنة الهندسة والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تخرّج ضمن الدفعة الأولى عام 1947.

بدأ مشواره الفني بدور صغير في فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946 للمخرج يوسف شاهين، ليلفت الأنظار سريعًا في فيلم "ملائكة في جهنم" مع حسن الإمام، ومع بداية الخمسينيات، أعاد شوقي صياغة شخصيته الفنية بالكامل، مبتعدًا عن أدوار الشر النمطية، ومتجهًا إلى تقديم نماذج إنسانية قريبة من الشارع المصري.

مسيرة فنية لا تُضاهى.. 400 عمل و90 مخرجاً

على مدار أكثر من نصف قرن، شارك فريد شوقي في ما يزيد على 400 عمل فني، ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية ومسرحيات، رقم يعكس حجم الإنتاج الضخم الذي ساهم فيه، ويعادل تقريبًا إنتاج بعض الدول العربية مجتمعة في تلك الفترة. وعمل مع أكثر من 90 مخرجًا ومنتجًا، مما يعكس مدى حضوره الطاغي وثقة صُنّاع الفن بقدراته الفنية.

وكان لفريد شوقي دور مهم في تطوير السيناريو المصري، حيث كتب عددًا من النصوص بنفسه، وشارك في صياغة العديد من الحوارات. كما عمل كمنتج في بعض أفلامه، ما مكّنه من السيطرة على رؤيته الإبداعية بشكل أوسع.

لم يقتصر تأثير فريد شوقي على مصر وحدها، بل امتد إلى خارجها، حيث عمل في تركيا وحقق هناك شهرة واسعة خلال فترة الستينيات، ولقّبه الأتراك بـ"فريد بيه"، وهو لقب شرفي يُمنح لمن يحظى بمكانة اجتماعية رفيعة، رغم أنه لم يحصل عليه رسميًا. وتم دبلجة عدد من أفلامه إلى اللغة التركية، وعُرضت على نطاق واسع، مما عزّز حضوره كفنان عربي له تأثير عابر للثقافات.

أبرز أدواره الخالدة وأفلامه التي لا تُنسى

من بين أبرز أعماله التي شكّلت محطات فارقة في السينما المصرية: "جعلوني مجرمًا"، "الفتوة"، "رصيف نمرة 5"، "عنتر بن شداد"، "إعدام ميت"، "شاويش نص الليل"، "أمير الدهاء"، "رجل فقد عقله"، "الأسطى حسن"، "باب الحديد"، "فتوة الناس الغلابة"، و"إسكندرية ليه؟"، وغيرها من الأفلام التي ظلت تُعرض وتُعاد لعقود.

وكان فيلم "جعلوني مجرمًا" عام 1954 من أهم أعماله وأكثرها تأثيرًا، حيث تناول الظلم الاجتماعي الذي يتعرض له الشباب الفقير، واستوحى شوقي الشخصية من طفل في الإصلاحية كان شقيقه الضابط أحمد شوقي يتولى الإشراف عليه.

خمس زيجات.. وقصة حب لا تُنسى

وعلى صعيد حياته الشخصية، فقد تزوج فريد شوقي خمس مرات، وكان أبرزها زواجه من الفنانة هدى سلطان، والذي دام 15 عامًا، أنجبا خلاله الفنانة ناهد فريد شوقي. لكن الغيرة الفنية، وتحديدًا بعد مشاركتهما في فيلم "امرأة على الطريق" مع رشدي أباظة، أدت إلى نهاية العلاقة بهدوء.

أما زيجته الأولى فكانت من زميلة له في معهد الفنون المسرحية، ثم من الفنانة زينب عبد الهادي، التي أنجبت له ابنته الكبرى "منى"، قبل أن ينفصلا بسبب اعتراضها على تركه للوظيفة الحكومية من أجل التفرغ للفن.

كما ارتبط بمحامية بعد قصة حب عنيفة كادت تصل إلى الانتحار إذا لم تتوّج بالزواج، إلا أن العلاقة لم تستمر طويلًا. وكذلك ارتبط بفتاة تُدعى "حسنية"، أحبها في شبابه، لكن الزواج لم يكتمل.

زيجته الأخيرة كانت من السيدة سهير ترك، التي ظلّت إلى جواره حتى وفاته، وأنجب منها الفنانة رانيا فريد شوقي، وشكّلت معه حياة أسرية هادئة بعيدة عن الأضواء.

فريد شوقي.. إرث لا يموت

رحل فريد شوقي في 27 يوليو 1998، لكنّه لم يرحل من الذاكرة الفنية العربية. اسمه لا يزال حاضراً في كل نقاش حول السينما الكلاسيكية، وصورته تتكرّر في مشاهد البطولة الحقيقية. قدّم للسينما المصرية ما لم يقدّمه غيره، وكان بحق فنانًا موسوعيًا، لم تقتصر موهبته على التمثيل فحسب، بل امتدت لتشمل التأليف والإنتاج وصياغة ملامح سينما شعبية ذات طابع خاص.

في الذكرى الـ27 لرحيله، يبقى فريد شوقي علامة بارزة في تاريخ الفن العربي، وواحدًا من الرموز الذين ساهموا في بناء الهوية السينمائية لمصر، بأعماله، ومبادئه، وحضوره، الذي سيبقى خالدًا في وجدان الأجيال القادمة.

إقرأ أيضاً:

هشام الجخ يرد على حملة افتراءات إلكترونية: "أنا أهلاوي حتى النخاع"

ياسمين الخطيب تدافع عن وفاء عامر وتكشف تفاصيل جديد

search