الخميس، 31 يوليو 2025

09:45 م

الحوثيون : سنتهدف كل السفن المرتبطة بإسرائيل دون استثناء "مهما كانت جنسيتها"

الإثنين، 28 يوليو 2025 08:06 ص

محمد عماد

جماعة الحوثيين اليمنية

جماعة الحوثيين اليمنية

 أعلن الحوثيون في اليمن دخول ما وصفوه بـ"المرحلة الرابعة" من عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل، ملوحين باستهداف أي سفينة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن علمها أو جنسيتها، وذلك في بيان رسمي أصدره المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، مساء الأحد.

البيان، الذي نقلته وكالة "رويترز" وعدد من وسائل الإعلام الدولية، حمل نبرة تصعيدية غير مسبوقة من قبل الحوثيين، مؤكدًا أن الهجمات البحرية ستطال السفن التجارية التابعة لأي شركة تُبقي تعاملاتها مع الموانئ الإسرائيلية قائمة، دون النظر إلى مسار السفينة أو طبيعة حمولتها.

 

وأوضح سريع أن على الشركات التجارية العاملة في مجال الشحن البحري وقف أي تعاون مع إسرائيل "ابتداءً من ساعة إعلان البيان"، مشددًا على أن جماعته ستستهدف السفن المرتبطة بتلك الشركات في أي منطقة بحرية "يمكن الوصول إليها، سواء عبر الصواريخ أو الطائرات المسيّرة".

وأضاف المتحدث العسكري:
"إن عملياتنا مستمرة، وستتوسع لتشمل كل من يتجاهل نداءاتنا المتكررة بوقف دعم العدو الصهيوني"، مؤكدًا أن "المعادلة واضحة: كلما استمرت الحرب على غزة، استمرت العمليات العسكرية ضد المصالح الإسرائيلية وحلفائها".

 

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي قُتل فيها آلاف الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع داخل القطاع المحاصر. ويُعتبر الحوثيون أبرز جماعة مسلحة أعلنت دعمها العلني لحماس منذ بداية الحرب، متوعدين بشن هجمات بحرية وصاروخية من الأراضي اليمنية في إطار ما أسموه "إسنادًا لغزة".

وحتى الآن، نفّذ الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وقالوا إنها مملوكة أو مستأجرة من قبل شركات لها صلات مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل. كما أطلقوا عدة صواريخ باتجاه إسرائيل، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد بغارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين في مناطق متعددة داخل اليمن.

 

تهديد الحوثيين الأخير يُنذر بمزيد من التعقيد في الممرات البحرية الحيوية، لا سيما مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهما من أهم الممرات التجارية في العالم. وقد يدفع هذا التهديد القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إلى تكثيف جهودها لاحتواء التصعيد وتوفير الحماية للملاحة البحرية في المنطقة.

كما يُتوقع أن تعزز إسرائيل من تنسيقها الأمني مع حلفائها في البحر الأحمر، وسط تخوفات من تصاعد الهجمات على السفن المدنية، وتوسيع الحوثيين لنطاق عملياتهم لتشمل مناطق بعيدة عن اليمن.

 

في ختام البيان، أكد يحيى سريع أن جماعته "مستعدة لوقف عملياتها العسكرية فور وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار الكامل عن القطاع"، في ما بدا وكأنه عرض لوقف التصعيد مقابل إنهاء العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

غير أن المؤشرات الحالية لا توحي بانفراجة قريبة، لا سيما مع استمرار المواجهات داخل قطاع غزة، وتمسك إسرائيل بموقفها من حماس، وتصعيدها للعمليات العسكرية في مناطق مختلفة من القطاع.

 

تصريحات الحوثيين الأخيرة تعكس مرحلة جديدة من التحدي المفتوح، ليس فقط لإسرائيل بل للمجتمع الدولي بأكمله. وبينما تستمر الحرب في غزة، يبدو أن البحر الأحمر مرشح لأن يكون ساحة ساخنة جديدة، تتقاطع فيها الجغرافيا مع الأيديولوجيا والسياسة، في مشهد إقليمي يغلي على وقع التصعيد العسكري والانهيارات الدبلوماسية.

search