الخميس، 31 يوليو 2025

04:08 م

قشر البطيخ.. كنز غذائي مهمل يتفوّق أحيانًا على اللب الأحمر

الإثنين، 28 يوليو 2025 08:23 ص

محمد عماد

فوائد قشر البطيخ

فوائد قشر البطيخ

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يُقبل الناس حول العالم على تناول البطيخ، تلك الفاكهة الصيفية المنعشة والمحبوبة التي تتكون في معظمها من الماء، وتساهم في ترطيب الجسم. إلا أن التركيز يكاد ينصب بالكامل على اللب الأحمر الحلو، بينما يُهمل جزء آخر لا يقل أهمية غذائية، بل يتفوق في بعض الجوانب: قشر البطيخ.

ورغم أن معظم الناس يعتبرون قشر البطيخ مجرد نفايات تُرمى بعد الاستهلاك، إلا أن الأبحاث وخبراء التغذية يشيرون إلى أن هذا الجزء الخارجي الأخضر الشاحب يُعد مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية التي قد تساهم في تحسين الصحة العامة، وتقوية المناعة، وتعزيز صحة القلب.

 

بحسب خبيرة التغذية الأمريكية جولي ستيفانسكي، فإن قشر البطيخ غني بالألياف، وبشكل خاص الألياف غير القابلة للذوبان، التي تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم حركة الأمعاء وتقليل خطر الإصابة بـ سرطان القولون وأمراض القلب. كما يحتوي القشر أيضًا على الألياف القابلة للذوبان، والتي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.

لكن تنصح ستيفانسكي من يرغبون بإضافة قشر البطيخ إلى نظامهم الغذائي، بالحذر والاعتدال، إذ قد يؤدي التناول المفاجئ لكميات كبيرة إلى الانتفاخ والغازات، خاصة لدى أولئك غير المعتادين على الألياف بكثافة.

السيترولين.. من القشر إلى تعزيز الدورة الدموية

واحدة من أبرز المفاجآت التي يحملها قشر البطيخ، هي احتواؤه على حمض السيترولين، وهو حمض أميني غير أساسي يساعد على تحسين تدفق الدم وتوسيع الأوعية الدموية، ما قد يساهم في تعزيز الأداء البدني ومقاومة الإرهاق.

وبحسب شيري غراي، اختصاصية التغذية في جامعة كونيتيكت، فإن قشر البطيخ يحتوي على ما يقرب من 60% سيترولين أكثر من اللب الأحمر نفسه. ورغم أن كوبًا واحدًا من القشر قد يكون مفيدًا كمكون في عصير طبيعي، فإن تحقيق الفائدة القصوى من السيترولين يتطلب تناول ما بين 3 إلى 6 غرامات يوميًا.

عناصر غذائية متنوعة لا ينبغي تجاهلها

القيمة الغذائية لقشر البطيخ لا تقف عند الألياف والسيترولين فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C وB6 الضروريين لوظائف المناعة والأعصاب، و البيتا كاروتين، كمضاد أكسدة قوي، والكالسيوم والزنك والفوسفور، الضرورية لصحة العظام والعضلات. و وتشير غراي إلى أن بعض هذه العناصر موجودة بتركيزات أعلى في القشر مقارنة باللب، مما يجعله إضافة قيمة عند التفكير في نظام غذائي متوازن.

 

الإجابة نعم، ولكن بشروط. تؤكد ستيفانسكي أن سلامة القشر تبدأ من تنظيفه الجيد، لأن أي تقطيع دون غسل قد ينقل البكتيريا من السطح الخارجي إلى داخل اللب. وتنصح بغسل البطيخ جيدًا بالماء الجاري، مع فرك القشرة بفرشاة خاصة بالخضراوات.

كما توصي بتخزين القشر في الثلاجة مباشرة بعد التقطيع لتجنّب التلف السريع، وإدخاله بشكل تدريجي في النظام الغذائي لتفادي أي اضطرابات هضمية.

 

في ضوء هذه المعلومات، يبدو أن قشر البطيخ يستحق نظرة جديدة من المستهلك. فبعيدًا عن الصورة النمطية له كـ"فضلات"، يكشف العلم أن هذا الجزء المهمل من الفاكهة قد يحمل فوائد صحية تتفوق على اللب الأحمر من حيث المغذيات.

search