الإثنين، 04 أغسطس 2025

05:03 م

دخول أولى شاحنات الوقود إلى غزة عبر معبر رفح وسط أزمة إنسانية خانقة

الأحد، 03 أغسطس 2025 02:15 م

محمد عماد

شاحنات الوقود المصرية الي غزة

شاحنات الوقود المصرية الي غزة

شهد معبر رفح الحدودي صباح اليوم الأحد تطورًا إنسانيًا هو الأول من نوعه منذ خمسة أشهر، حيث دخلت شاحنتان محملتان بنحو 107 أطنان من الوقود إلى قطاع غزة، في خطوة وُصفت بأنها "رمزية لكنها ضرورية"، وسط استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع المحاصر منذ أشهر.

وأفاد مراسلنا عددا من وسائل الإعلام العربية " أن الشاحنتين دخلتا المعبر تحت إشراف الهلال الأحمر المصري وبالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة، بينما اصطفت عشرات الشاحنات الأخرى المحملة بالمساعدات الإنسانية في انتظار السماح لها بالدخول، في وقت ما زالت فيه الإمدادات الحيوية نادرة ومحدودة.

أزمة وقود تُهدد الأرواح

ويأتي دخول الوقود اليوم بعد أشهر من الانقطاع الكامل تقريبًا، حيث منعت إسرائيل تدفق المحروقات والمساعدات إلى القطاع منذ مارس الماضي، ضمن إجراءات اعتُبرت "وسيلة ضغط" على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ هجوم أكتوبر 2023.

وقد حذرت وزارة الصحة في غزة مرارًا من أن نقص الوقود يهدد حياة مئات المرضى، ويعيق بشكل مباشر تشغيل المستشفيات ومحطات توليد الكهرباء وأجهزة حفظ الدم والأدوية. وأكدت الوزارة أن الأطباء باتوا مضطرين لاتخاذ "قرارات مؤلمة" تتعلق بأولوية تقديم الرعاية في بعض المرافق، ما يعكس حجم الكارثة.

وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية

وفي مشهد يعكس حجم المأساة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع أمس السبت عن وفاة 7 أشخاص جدد، بينهم طفل، نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية منذ يوم الجمعة فقط، ليرتفع عدد الضحايا جراء الجوع خلال الأسابيع الأخيرة إلى العشرات، بحسب بيانات رسمية.

وفي ظل هذا الواقع، قالت وكالات الأمم المتحدة إن عمليات الإسقاط الجوي للغذاء "غير كافية وغير مستدامة"، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بتسهيل دخول المساعدات عبر الطرق البرية، وهو ما تعتبره المنظمات الدولية السبيل الوحيد الفعّال لتغطية الاحتياجات الأساسية لمليوني نسمة يعيشون في غزة.

 

وبحسب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق – الجهة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات – فقد دخلت غزة 35 شاحنة فقط منذ يونيو الماضي، غالبيتها في شهر يوليو، مقارنةً بأكثر من 700 شاحنة وقود دخلت في يناير وفبراير خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة.

ومنذ استئناف الهجوم الإسرائيلي في مارس، عاد الحصار ليشتد، مما فاقم من نقص الغذاء والدواء والماء في المخيمات والمناطق الحدودية، خصوصًا في شمال القطاع.

 

وفي سياق متصل، أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جدلًا واسعًا بتصريحاته حول قيمة المساعدات الأميركية لغزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار لدعم الغذاء، بينما كشفت وزارة الخارجية الأميركية أن الرقم الحقيقي لا يتجاوز 30 مليون دولار، وقد صُرف منه فقط 3 ملايين دولار لصالح مؤسسة "غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منصة أميركية-إسرائيلية لتوزيع الغذاء.

ووفقًا لتقرير نشرته واشنطن بوست، تواجه المؤسسة صعوبات في توسيع عملياتها في شمال القطاع بسبب نقص التمويل والموافقة الإسرائيلية على فتح مراكز توزيع جديدة. وفيما تتصاعد الدعوات الدولية لوقف أنشطة GHF وتحويل الدعم نحو الأمم المتحدة، تتمسك الإدارة الأميركية بالمؤسسة كجهة تنفيذية مفضلة لديها، في خطوة زادت من تعقيد الوضع السياسي والإنساني.

 

search