الإثنين، 04 أغسطس 2025

05:04 م

بن غفير يقتحم الأقصى ويقود مئات المستوطنين

الأحد، 03 أغسطس 2025 02:20 م

محمد عماد

بن غفير يقتحم الاقصي

بن غفير يقتحم الاقصي

 في مشهد أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الفلسطينية والدولية، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك، متقدماً أكثر من 1200 مستوطن، في واحدة من أوسع عمليات الاقتحام منذ بداية العام الجاري، تزامناً مع ما يسمى لدى المتدينين اليهود بـ"ذكرى خراب الهيكل".

وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ 1251 شخصًا، شاركوا في مسيرة استفزازية داخل باحات الحرم القدسي، بقيادة بن غفير وعضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي. وأوضحت الدائرة أن المقتحمين أدوا طقوسًا تلمودية، ورددوا هتافات وأدوا رقصات صاخبة داخل ساحات المسجد في انتهاك صارخ للوضع الديني والقانوني القائم.

ولم تقتصر الاستفزازات على ساعات الصباح، بل أفادت مصادر مقدسية بأن بن غفير قاد مسيرة مماثلة بعد منتصف الليلة الماضية في أزقة البلدة القديمة، بمشاركة عدد من المستوطنين، في أجواء مشحونة وتحريضية، اعتبرها المراقبون تمهيدًا لاقتحام أكبر اليوم.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن جماعات "الهيكل" المتطرفة دعت منذ أيام إلى تنفيذ اقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى، بالتزامن مع هذه المناسبة، التي تراها سلطات الاحتلال "فرصة دينية" لفرض وقائع جديدة على الأرض.

وفي هذا السياق، قالت محافظة القدس إن هذا العام يشهد واحدة من أخطر المحاولات لتهويد الأقصى، حيث تسعى جماعات "الهيكل" بالتنسيق الكامل مع الحكومة اليمينية الإسرائيلية إلى جعل 3 أغسطس "يوم الاقتحام الأكبر"، في تحدٍ صريح للخطوط الحمراء الدينية والسياسية.

وتحذر الأوساط المقدسية من أن التصعيد الجاري يأتي في ظل تحريض رسمي غير مسبوق، خاصة بعد أن أعطى بن غفير الضوء الأخضر للشرطة الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بإقامة طقوس دينية داخل المسجد الأقصى، بما في ذلك الرقص والغناء، وهو ما يعد انتهاكًا مباشرًا للوضع القائم منذ عقود.

وفي تطور لافت، استغل بن غفير وجوده في المسجد الأقصى لتوجيه رسالة عبر مقطع فيديو دعا فيه بشكل صريح إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل وفرض السيادة الإسرائيلية عليه، على خلفية نشر حماس مقاطع مصورة لأسرى إسرائيليين محتجزين لديها.

وقال بن غفير في تصريحاته: "حان الوقت لاحتلال غزة وإعلان السيادة الكاملة عليها. يجب تشجيع السكان الفلسطينيين هناك على الهجرة الطوعية"، في خطاب اعتبره مراقبون تمهيدًا لخطوات تصعيدية جديدة تجاه القطاع، وسط تزايد الانتقادات الدولية للسياسات الإسرائيلية.

وتواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات متصاعدة من قبل منظمات حقوقية ودولية تتهمها بممارسة سياسة "التطهير العرقي" في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، وهي اتهامات تنفيها تل أبيب بشدة.

search