الخميس، 07 أغسطس 2025

05:33 م

الدكتور جمال المجايدة يكتب: "وحدة سهم".. سلاح حماس الموجه الى أبناء غزة

الخميس، 07 أغسطس 2025 02:20 م

الدكتور جمال المجايدة

الدكتور جمال المجايدة

في الوقت الذي يتعرض فيه قطاع غزة لأبشع أشكال العدوان، والإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل معاناة أهل القطاع من الجوع والحصار وانهيار الخدمات كافة، تبرز حقائق صادمة حول استخدام حركة "حماس" لأذرعها الأمنية والعسكرية ضد أبناء شعبها، بدلًا من توجيهها نحو الاحتلال.
من أبرز هذه الوحدات ما تُعرف بـ"وحدة سهم"، وهي تشكيل أمني مسلح تابع لحماس، يفترض به -بحسب الخطاب الإعلامي للحركة- أن يكون جزءًا من منظومة "المقاومة" أو على الأقل أداة لضبط الأمن الداخلي. إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يُظهر وجهًا آخر لهذه الوحدة، لا يمتّ بصلة إلى مفهوم المقاومة أو حتى حفظ الأمن العام.
في الايام القليلة الماضية، وصلتني شهادات من بعض اهالي غزة وخانيونس عن قيام عناصر "وحدة سهم" باعتقال مدنيين من منازلهم ، واختطافهم حتى من المستشفيات وخيام النزوح . 
بعض هؤلاء المختطفين جرى قتلهم بدم بارد تحت حجج واهية، أو اطلاق الرصاص على ارجلهم ، دون محاكمات أو تحقيقات نزيهة، في مشهد يُذكّر بأنظمة القمع البوليسي، لا بحركات تحرر وطني.
وما يزيد من فداحة الأمر، أن هذه الانتهاكات لا تستهدف عملاء أو متعاونين مع الاحتلال -كما تزعم الحركة- بل تطال "المواطنين الشرفاء"، كما وصفهم شهود عيان وأقرباء الضحايا؛ أناس لم يرتكبوا سوى التعبير عن آرائهم أو رفضهم لممارسات حماس وفساد بعض عناصرها.
في وقت تتفاقم فيه ظاهرة الجريمة المنظمة في القطاع، من سرقات وابتزاز وتجارة سلاح ومخدرات، يتساءل أبناء غزة: أين وحدة سهم من عصابات اللصوص؟ ولماذا لا تتحرك لحماية الناس؟
يبدو أن هذه الوحدة اختارت الطريق الأسهل: إسكات الأصوات المعارضة، بدل التصدي للفوضى الأمنية، بل إن البعض يتهمها بالتواطؤ أو تغطية بعض مراكز القوى والمهربين المرتبطين بالحركة.
يؤكد مراقبون أن "وحدة سهم" هي جزء من منظومة أوسع لحركة حماس تقوم على "تأمين حكمها" أكثر من الدفاع عن أهل غزة أو مقاومة الاحتلال. فبينما تستعرض هذه الوحدة عضلاتها على المدنيين العُزّل، تغيب عن مشاهد الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي أو حماية المعابر والمناطق المنكوبة.
ومع غياب سلطة قضائية مستقلة، وتكميم الإعلام المحلي، يجد المواطن الغزي نفسه بين فكي كماشة: الاحتلال من جهة، وسلطة الأمر الواقع المسلحة من جهة أخرى.
إن استمرار هذه الممارسات من قبل وحدة "سهم" وأمثالها لا يُضعف فقط من مكانة "حماس" داخليًا، بل يُسقط ما تبقى من شرعيتها السياسية والأخلاقية. المقاومة لا تُقاس بعدد الضحايا من أبناء الشعب، بل بمدى القدرة على حماية الناس وصون كرامتهم. وما يحدث في غزة اليوم هو تشويه كامل لمعنى المقاومة الحقيقي.

search