السبت، 16 أغسطس 2025

09:52 م

النيجر تطالب باستعادة أكبر نيزك مريخي بعد بيعه في نيويورك مقابل أكثر من 5 ملايين دولار

الأربعاء، 13 أغسطس 2025 07:02 م

محمد عماد

بيع اكبر نيزك في العالم

بيع اكبر نيزك في العالم

أعاد بيع نيزك مريخي نادر في نيويورك، الشهر الماضي، الجدل حول ملكية الأحجار النيزكية التي تسقط على الأرض، بعد أن أعلنت النيجر عزمها المطالبة باستعادة الصخرة التي تعد الأكبر من نوعها على الإطلاق، والتي عُثر عليها في أراضيها العام الماضي.

وبحسب وكالة فرانس برس فالنيزك، الذي يزن نحو 25 كيلوجرامًا، بيع في 16 يوليو عبر دار المزادات الشهيرة "سوذبيز" لمشترٍ خاص لم يُكشف عن هويته، مقابل مبلغ قياسي تجاوز 5 ملايين دولار، ما أثار ردود فعل غاضبة في نيامي. الحكومة النيجرية أعلنت أنها ستفتح تحقيقًا رسميًا "لكشف ملابسات القضية"، كما قررت تعليق تصدير الأحجار الكريمة والنيازك حتى إشعار آخر، معتبرة أن الواقعة تحمل "سمات الاتجار الدولي غير المشروع".

من جانبها، نفت "سوذبيز" هذه الاتهامات، مؤكدة أن النيزك تم تصديره من النيجر وفق الإجراءات الدولية المعمول بها، لكنها أشارت إلى أنها بصدد مراجعة الملف على خلفية الجدل القائم. ووفق الوصف المنشور على موقع الدار، اكتُشف الحجر في 16 نوفمبر 2023 على يد "صائد نيازك" في منطقة أغاديز النائية شمال النيجر، قبل أن يُباع لتاجر دولي، ويُعرض لفترة قصيرة في إيطاليا، ثم يُدرج في كتالوج مزادات أميركية.

عالم الحفريات الأميركي بول سيرينو، الذي تعاون لسنوات مع سلطات النيجر، أعرب عن غضبه مما جرى، معتبرًا أن "كل المؤشرات تدل على أن النيزك خرج من البلاد بطريقة غير قانونية". وأوضح أن ملكية النيازك تحددها القوانين الوطنية والدولية بناءً على مكان سقوطها، مشددًا: "حتى لو كان أصله من المريخ، فإنه ملك للنيجر لأنه سقط على أراضيها".

وتختلف القوانين المتعلقة بملكية النيازك من بلد لآخر؛ ففي الولايات المتحدة مثلًا، تعود ملكية النيزك لمالك الأرض التي سقط عليها إذا كانت خاصة، وهو ما لا ينطبق على حالة النيجر، التي تملك تشريعًا يحمي ممتلكاتها الثقافية، بما في ذلك "العينات النادرة" من المعادن.

الباحث ماتيو غونيل ووالده الأستاذ الجامعي ماكس غونيل أكدا لوكالة "فرانس برس" ضرورة إدراج النيازك ضمن المعادن النادرة المحمية في النيجر، مشيرين إلى أن هذه الصخرة، المعروفة علميًا باسم NWA 16788، ذات قيمة علمية فريدة، كونها أكبر بكثير من النيازك المريخية الأخرى النادرة جدًا، وتمثل "شهادة جيولوجية" على تاريخ الكوكب الأحمر.

وتتجاوز القضية البعد القانوني لتثير أسئلة أخلاقية حول بيع عينات فلكية نادرة بهذا الشكل، إذ يخشى خبراء أن يختفي الحجر في مجموعات خاصة بعيدًا عن البحث العلمي. ودعا البروفيسور سيرينو إلى إعادة النيزك إلى النيجر ليُعرض أمام الجمهور ويخضع للدراسة، مضيفًا: "هذا ليس شيئًا يُفترض بيعه في مزاد، مع احتمال أن يختفي إلى الأبد تحت معطف أحدهم".

search