الخميس، 21 أغسطس 2025

01:16 م

قمة بوتين – ترامب في ألاسكا: محاولة روسية لإعادة صياغة العلاقات وسط ظل الحرب الأوكرانية

الخميس، 14 أغسطس 2025 06:58 م

محمد عماد

قمة بوتين ترامب في الاسكا

قمة بوتين ترامب في الاسكا

تتجه الأنظار، غدًا الجمعة، إلى ولاية ألاسكا الأميركية، حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة هي الأولى من نوعها منذ أشهر، وسط توقعات متباينة بشأن مخرجاتها وإمكانية إحداث اختراق في الملفات العالقة بين البلدين.

وبحسب تقرير لشبكة سي إن إن الأميركية، يسعى بوتين إلى استغلال اللقاء كفرصة لإعادة ضبط العلاقات مع واشنطن، وفصل مسارها عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، من خلال تقليل أولوية الملف الأوكراني على جدول المباحثات، وإبرازه كأحد المحاور لا كقضية وحيدة ضاغطة.

وتشير مشاركة المبعوث الاقتصادي الروسي ورئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، كيريل ديميتريف، في الوفد المرافق لبوتين، إلى أن الجانب الروسي يولي اهتمامًا خاصًا بالصفقات الاقتصادية المحتملة بين موسكو وواشنطن، وربما يسعى لفتح مسار موازٍ للمحادثات السياسية، يركز على التبادل التجاري والاستثمارات، بعيدًا عن التوترات الجيوسياسية.

في المقابل، قلل البيت الأبيض من توقعات تحقيق تقدم كبير في القمة، واصفًا اللقاء بأنه "تمرين استماع" يتيح للطرفين عرض وجهات نظرهما دون التزامات فورية. غير أن تقارير أشارت إلى أن ترامب قد يطرح مقترحًا مثيرًا للجدل يقوم على مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب، رغم إدراكه لاحتمال رفضه من كييف وحلفائها الأوروبيين.

وترى واشنطن أن موسكو تحاول استغلال الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وبعض العواصم الأوروبية، وكذلك بين واشنطن وكييف، لتصوير الشركاء الأوروبيين كعقبة أمام أي تسوية سلمية، فيما يرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية تهدف لإضعاف جبهة الدعم الغربي لأوكرانيا.

وتضيف سي إن إن أن الكرملين حرص على عقد هذه القمة في توقيت حساس، خاصة بعد تلويح ترامب الأسبوع الماضي بفرض تعريفات وعقوبات جمركية جديدة على روسيا، في خطوة قد تهدد الاقتصاد الروسي. ويأمل بوتين أن يؤدي اللقاء إلى تجميد هذه الإجراءات أو تأجيلها على الأقل.

لكن أجواء التفاؤل لم تدم طويلًا، إذ شدد ترامب، الأربعاء، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، على عزمه فرض عقوبات "شديدة جدًا" على موسكو إذا لم يبدِ بوتين استعدادًا لإنهاء الحرب. وأكدت الإدارة الأميركية أن أولوية القمة ستكون الملف الأوكراني، فيما يمكن تأجيل القضايا الأخرى التي تطرحها روسيا إلى مرحلة لاحقة.

من جهته، أكد بوتين تمسكه بمواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق "الأهداف الاستراتيجية" ومعالجة ما وصفه بـ"الأسباب الجذرية" للنزاع، في إشارة إلى أن موسكو لا ترى في القمة منصة لتقديم تنازلات ميدانية.

ورغم ذلك، يعتبر الكرملين انعقاد القمة في ألاسكا انتصارًا رمزيًا، إذ تعيد روسيا إلى واجهة المشهد الدولي في موقع له رمزية تاريخية خاصة، حيث كانت ألاسكا جزءًا من الإمبراطورية الروسية قبل بيعها للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، وهو ما لا تزال موسكو تعتبره صفقة مجحفة.

search