الأحد، 24 أغسطس 2025

11:47 ص

المجاعة تتفشى في غزة.. تحذيرات دولية وتصاعد الضغوط على إسرائيل لفتح الممرات للمساعدات

الجمعة، 22 أغسطس 2025 01:06 م

محمد عماد

المجاعة في قطاع عزة

المجاعة في قطاع عزة

 أعلنت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي المرصد العالمي المسؤول عن مراقبة مستويات الجوع، عن تفشي المجاعة في أجزاء من قطاع غزة، محذّرة من أن الأزمة ستتسع خلال الأسابيع المقبلة ما لم يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

ووفق التقرير الصادر الجمعة، فإن ما يقارب 514 ألف شخص – أي ربع سكان القطاع تقريبًا – يواجهون ظروفًا كارثية تعادل المجاعة، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 641 ألفًا بنهاية سبتمبر المقبل. وأشار المرصد إلى أن شمال القطاع، وتحديدًا مدينة غزة، دخل فعليًا في مرحلة المجاعة، فيما يُتوقع أن تلحق مناطق دير البلح في الوسط وخان يونس في الجنوب بالتصنيف ذاته خلال الشهر المقبل.

ويستند الإعلان إلى معايير صارمة، من بينها أن يعاني 20% من السكان من نقص حاد في الغذاء، وأن يسجل طفل من بين كل ثلاثة أطفال مؤشرات سوء تغذية خطيرة، إضافة إلى تسجيل حالتي وفاة يوميًا على الأقل لكل عشرة آلاف شخص بسبب الجوع أو الأمراض المرتبطة به.

هذه النتائج أثارت صدمة واسعة في الأوساط الدولية، خصوصًا أنها المرة الأولى التي يُعلن فيها عن مجاعة في غزة، وخامس مرة فقط عالميًا خلال 14 عامًا، بعد الصومال (2011)، جنوب السودان (2017 و2020)، والسودان (2024).

وكانت دول غربية، بينها بريطانيا وكندا وأستراليا، قد حذرت مؤخرًا من أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات "غير مسبوقة ولا يمكن تصورها" بعد ما يقرب من عامين من الحرب المستمرة. وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن ما يجري في القطاع يمثل "كارثة من صنع الإنسان"، مشددًا على أن حرمان المدنيين من الغذاء يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

وفي الولايات المتحدة، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس أن 65% من الأميركيين يرون ضرورة تدخل بلادهم لمساعدة سكان غزة الذين يتضورون جوعًا، ما يعكس تراجعًا في المزاج الشعبي تجاه الدعم غير المشروط لإسرائيل، الحليف الأبرز لواشنطن في المنطقة.

لكن إسرائيل رفضت التقرير، إذ وصفت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية ما صدر عن المرصد الدولي بأنه "دعاية كاذبة مصدرها حركة حماس"، مؤكدة في بيان مصوّر نشرته على منصة "إكس" أن "لا وجود لمجاعة في القطاع". وتتهم تل أبيب الحركة بالاستيلاء على المساعدات، وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة.

في المقابل، تقول الأمم المتحدة إن القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال الإمدادات، إلى جانب انعدام الأمن في مناطق القتال، تمثل العائق الأكبر أمام توزيع المساعدات. وتشير وكالات الإغاثة إلى أن آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والدوائية لا تزال عالقة عند المعابر منذ أشهر.

وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وقطر ومصر إلى التوسط لوقف إطلاق النار، وسط تصاعد أعداد الضحايا في القطاع، حيث تؤكد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 62 ألف شخص قُتلوا منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ويحذر المراقبون من أن فشل المجتمع الدولي في التحرك الفوري قد يؤدي إلى توسع رقعة المجاعة، ما سيترك آثارًا إنسانية واقتصادية وسياسية عميقة على مستقبل القطاع والمنطقة بأسرها.

search