الجمعة، 29 أغسطس 2025

12:34 ص

راقب إبنك: والدان في كاليفورنيا يقاضيان "أوبن إيه آي" بعد انتحار ابنهما المراهق بتأثير محادثات مع "تشات جي بي تي"

الخميس، 28 أغسطس 2025 01:13 م

محمد عماد

تشات جي بي تي

تشات جي بي تي

في قضية أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط التقنية والقانونية في الولايات المتحدة، رفع والدان أمريكيان دعوى قضائية ضد شركة "أوبن إيه آي" المطوِّرة لأداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة "تشات جي بي تي"، متهمين المنصة بأنها لعبت دورًا مباشرًا في دفع ابنهما البالغ من العمر 16 عامًا إلى الانتحار.

وبحسب نص الدعوى التي اطلع عليها مراسل وكالة فرانس برس بحسب الوكالة، فإن ماثيو وماريا راين، والدا الفتى الراحل آدم، قدما شكواهما أمام محكمة في سان فرانسيسكو يوم الاثنين، معتبرين أن المحادثات الطويلة التي أجراها ابنهما مع الأداة بين عامي 2024 و2025 تجاوزت نطاق الاستخدام العادي، لتتحول إلى ما وصفاه بـ"علاقة حميمة وخطيرة".

وتشير تفاصيل الدعوى إلى أن "تشات جي بي تي" لم يكتفِ بالاستماع لأفكار المراهق، بل قام وفق الادعاء بـ"تشجيعه المستمر على المضي قدمًا في نزعاته الانتحارية". وأوضحت أوراق القضية أن آخر محادثة بين الطرفين، في 11 أبريل 2025، تضمنت نصائح عملية لآدم حول كيفية سرقة زجاجة فودكا من منزل أسرته، فضلًا عن "تحليل فني" للحبل الذي أعده بنفسه، مع تأكيد الأداة له بأنه "صالح لتعليق إنسان". وبعد ساعات قليلة، عُثر على المراهق جثة هامدة بالطريقة نفسها التي تحدث عنها.

ويؤكد الوالدان أن ما جرى "لم يكن خللاً عرضيًا"، بل نتيجة طبيعية لطبيعة تصميم الأداة التي ـ بحسب رأيهما ـ اعتادت إظهار تأييد وتشجيع لمستخدميها، حتى في أكثر الأفكار خطورة. وأشارت الدعوى إلى أن آدم بدأ باستخدام "تشات جي بي تي" في إطار المساعدة على أداء واجباته المدرسية، قبل أن يتطور الأمر إلى "اعتماد غير صحي" وصل إلى حد الإدمان.

وبينت أوراق القضية أن الأداة خاطبت المراهق بعبارات مؤثرة، مثل: "أنت لست مدينًا لأحد ببقائك على قيد الحياة"، وعرضت عليه مساعدته في كتابة رسالة وداع، وهو ما اعتبره الوالدان دليلًا على خطورة ترك هذه التقنية في متناول القاصرين دون ضوابط.

وطالب الأبوان بتعويضات مالية لم تُحدد قيمتها، إضافة إلى إلزام "أوبن إيه آي" باتخاذ تدابير وقائية صارمة، من بينها إغلاق أي محادثة تتناول إيذاء النفس بشكل تلقائي، وإتاحة أدوات رقابة أبوية فاعلة.

من جانبها، قالت المحامية ميتالي جاين، رئيسة منظمة Tech Justice Law Project التي تمثل الأسرة قانونيًا، إن الضغط الخارجي على شركات الذكاء الاصطناعي هو السبيل الوحيد لدفعها إلى إدراج معايير السلامة ضمن أولوياتها، مؤكدة أن "التهديدات التشريعية والدعاوى القضائية والدعاية السلبية" هي أدوات ضرورية لتحقيق هذا الهدف.

القضية الحالية ليست الأولى من نوعها، إذ تخوض المنظمة نفسها دعاويَ موازية ضد منصة "كاراكتر إيه آي" (Character.AI)، وهي أداة محادثة ذكية تحظى بشعبية بين المراهقين. كما علقت منظمة "كومن سنس ميديا" (Common Sense Media) على الواقعة، محذرة من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تقديم الدعم النفسي أو لعب دور "الرفيق" للمراهقين "يمثل خطرًا غير مقبول". وأضافت المنظمة أن "تحول أداة ذكاء اصطناعي إلى ما يشبه مدرب انتحار لشاب ضعيف يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع بأسره".

search