الإثنين، 01 سبتمبر 2025

08:04 م

من رحيق الروح إلى منصات مكتبة الإسكندرية

إيمان مهدي: أكتب عن هشاشة الإنسان وأحلامه المنكسرة وأؤمن بخلود الحكاية

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 03:42 م

حوار: أحمد فاضل

إيمان مهدي

إيمان مهدي

ليست الكلمات عندها مجرد جُمل وسطور، بل أرواح تتنفس، وصرخات مكتومة تبحث عن منفذ، وذكريات تنجو من النسيان بالحكي.
إيمان مهدي ليست قاصة عابرة في ساحة الأدب، بل هي حكّاءة تعرف كيف تجعل من ومضة عابرة كونًا مكتملًا، ومن لحظة هشّة نافذة على الروح الإنسانية.

 في صوتها حين تحكي، ترتجف النصوص وكأنها تعود إلى الحياة من جديد، وفي نصوصها المكتوبة، يتجلى الصمت كثقل شعوري يترك أثره العميق في القارئ بين الكتب الجماعية التي شاركت فيها، والأمسيات التي صعدت منصاتها، وورش الحكي التي جعلت كلماتها جسدًا حيًا وصوتًا نابضًا، صنعت إيمان حضورًا لا يُنسى.

هنا تفتح قلبها وعقلها، لتحدّثنا عن بداياتها، عن الفرق بين النص المقروء والمحكي، عن أثر الكبار في تجربتها، وعن حلمها القادم الذي لم يُكتب بعد لكنه يتشكّل في رحم الروح.

  • بدايةً، كيف تعرّفين نفسك للقارئ؟
    أنا إيمان مهدي، قاصة وحكّاءة، أعشق الكلمة منذ طفولتي، الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد فعل إبداعي بل وسيلة لاكتشاف الذات والتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار.

الكلمة قادرة فعلًا على أن تلامس القلوب

  • متى كانت بدايتك الحقيقية مع القصة القصيرة؟
    بدايتي كانت مع الكتابات الفردية في دفاتري، لكن انطلاقتي الفعلية جاءت من خلال مشاركتي في كتب جماعية مثل رؤى حالمة، ورحيق الروح، ومعزوفة روح مع دار بنت الزيات، هذه التجارب منحتني ثقة أكبر في صوتي ككاتبة.
  • كيف كانت تجربتك في المشاركة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب؟
    المشاركة في أمسيات المعرض كانت حلمًا تحقق. أن أقرأ قصصي أمام جمهور متنوع ومثقف مثل جمهور مكتبة الإسكندرية كانت تجربة غنية، وشعرت فيها أن الكلمة قادرة فعلًا على أن تلامس القلوب.
  • شاركتِ أيضًا في ورشة حكي مع الفنان شريف الدسوقي، ماذا أضافت لكِ؟
    هذه الورشة كانت مختلفة، لأنها جعلتني أرى الكلمة وهي تتحوّل إلى أداء حي أمام الناس. الحكي بصوت عالٍ علّمني كيف أتعامل مع النص كروح تُروى، لا كحروف على الورق فقط.

القصة المقروءة تمنح القارئ حرية التخيّل والتأويل

  • هل تجدين فرقًا بين القصة المقروءة والقصة المحكية؟
    بالطبع، القصة المقروءة تمنح القارئ حرية التخيّل والتأويل وأيضا فرصة للتأمل والشرود، بينما القصة المحكية تمنح الجمهور حالة وجدانية فورية وتصنع دهشة لحظية، وتبني جسرًا مباشرًا مع المستمع. أنا أحتاج كليهما: الأولى تُشبه صلاتي السرية، والثانية تشبه مناجاة علنية للعالم.
  • شاركتِ بحكايات من تأليف د. محمد مخيمر، كيف كانت التجربة؟
    كانت تجربة ثرية جدًا وعميقة، لأنني تعلمت من أسلوبه العميق في السرد، وأيضًا كيف يمكن للحكّاء أن يُعيد إحياء النصوص بروحه الخاصة،
  • ما الذي يستفزك للكتابة؟
    لحظات الهشاشة الإنسانية: حلم ينكسر ، حب يُولد أو يموت، فقد يترك أثرًا، أمل يطلّ من بين الرماد، أكتب عن تلك المساحات التي لا يجرؤ الإنسان أحيانًا أن يواجهها علنًا.

الحكاية تُبعث من جديد في كل قارئ

  • ما جديدك الذي تعملين عليه الآن؟
    أجهز لمجموعة قصصية خاصة بي، أشعر أنها أكثر نضجًا وصدقًا من كل ما كتبت من قبل. أتمنى أن تصل إلى القارئ كما خرجت من داخلي: نقية، مشبعة بالروح.
  • كلمة أخيرة للقارئ

إيمان مهدي: لا أؤمن أن الحكاية تنتهي عند النقطة الأخيرة. الحكاية تُبعث من جديد في كل قارئ، وفي كل أذن تستمع. ما يكتبه الكاتب هو بذرة، وما يمنحه القارئ هو حياة كاملة

search