الأحد، 14 سبتمبر 2025

05:21 ص

دبابات إسرائيلية تتوغل في غزة وسط اتهامات بارتكاب إبادة جماعية

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 05:04 م

محمد عماد

هجوم إسرائيلي

هجوم إسرائيلي

تشهد مدينة غزة يومًا جديدًا من التصعيد العسكري بعد أن دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلية بدبابات ومركبات مدرعة إلى داخل الأحياء الشرقية، في وقت أكدت فيه تقارير محلية ودولية سقوط ما لا يقل عن 30 ضحية جراء غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من المدينة صباح الاثنين.

هجوم جديد على الشيخ رضوان

بحسب روايات شهود عيان، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلية في حي الشيخ رضوان، أحد أكثر الأحياء كثافة سكانية في مدينة غزة، مستخدمة مركبات مدرعة قديمة جرى تفجيرها عن بُعد بعد إدخالها إلى المنطقة. ونتج عن هذه التفجيرات تدمير عدد من المنازل، ما أجبر عشرات العائلات على النزوح مجددًا إلى مناطق يُعتقد أنها أكثر أمنًا، رغم أن القصف يمتد إلى معظم أنحاء القطاع.

وقال أحد السكان لوكالة أنباء محلية: "لم يعد أمامنا مكان نلجأ إليه، كلما تركنا منزلاً تحت القصف نجد أنفسنا أمام خطر جديد. التفجيرات الأخيرة حوّلت الشوارع إلى ركام"، مضيفًا أن مشاهد الهلع بين الأطفال والنساء تتكرر يوميًا مع استمرار العمليات العسكرية.

الجيش الإسرائيلي: استهداف مواقع حماس

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عملياته العسكرية في القطاع تركز على ما وصفه بـ"البنية التحتية العسكرية لحركة حماس"، مؤكدًا أنه قصف خلال الساعات الماضية عدة مواقع ومنشآت يُعتقد أنها تُستخدم لشن هجمات على الجنود.

وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن "العمليات الجارية في مدينة غزة جزء من خطة أشمل للسيطرة على القطاع وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس"، موضحًا أن 48 رهينة ما زالوا في قبضة الحركة بعد مرور ما يقارب عامين على اندلاع الحرب.

اتهامات بالإبادة الجماعية

التطور الميداني الأخير جاء متزامنًا مع إعلان لافت من الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، التي أقرت رسميًا أن ما يجري في غزة يستوفي المعايير القانونية لتعريف "الإبادة الجماعية".

وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمعية، فإن حجم الدمار واستهداف المدنيين والنزوح القسري يرقى إلى مستوى جرائم الإبادة، ما يستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا.

حتى الآن، لم تصدر إسرائيل أي تعليق رسمي على هذا القرار، لكنها دأبت في السابق على نفي الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن عملياتها تستهدف مقاتلي حماس وليس المدنيين.

 

بالتوازي مع العمليات العسكرية، وزّع الجيش الإسرائيلي منشورات ورقية على سكان مدينة غزة، دعاهم فيها إلى التوجه جنوبًا "فورًا"، محذرًا من توسيع نطاق الهجوم نحو غرب المدينة خلال الأيام المقبلة.

هذا التحذير أعاد مشاهد النزوح الجماعي التي تكررت منذ بداية الحرب، حيث تتجه آلاف العائلات إلى الجنوب عبر طرق محفوفة بالمخاطر، في ظل استمرار الغارات الجوية والمدفعية.

وأكد سكان محليون أن الطريق إلى الجنوب أصبح بدوره مزدحمًا بالنازحين، وسط نقص حاد في المأوى والمواد الغذائية والدواء.

 

يرى مراقبون أن إسرائيل تسعى عبر هذه العمليات إلى فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة، بدءًا من العاصمة الإدارية "مدينة غزة"، تمهيدًا لإنهاء وجود حركة حماس. غير أن الواقع الميداني يشير إلى أن مثل هذه السيطرة ستأتي على حساب كلفة إنسانية باهظة، إذ يواجه القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب استمرار الحصار والقصف وتدمير البنية التحتية.

وتحذر منظمات دولية من أن استمرار النزوح والدمار قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الوضع الصحي والإغاثي، خصوصًا مع انهيار معظم المستشفيات وانقطاع الكهرباء والمياه.

 

القرار الصادر عن الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية يُتوقع أن يزيد الضغوط على إسرائيل، إذ قد يشكل أرضية لمطالبات أوسع بفتح تحقيقات دولية وربما تحريك قضايا أمام محكمة الجنايات الدولية.

لكن في الوقت ذاته، يشير محللون إلى أن غياب توافق دولي، خصوصًا داخل مجلس الأمن، يجعل من الصعب ترجمة هذه الاتهامات إلى خطوات عملية توقف الحرب أو تفرض محاسبة.

 

search