حرائق ضخمة تجتاح مقاطعات في كاليفورنيا بفعل صواعق البرق وإخلاء بلدات تاريخية

تشهد ولاية كاليفورنيا الأمريكية موجة جديدة من الحرائق الهائلة، بعدما أدت صواعق البرق إلى اندلاع عشرات الحرائق التي التهمت مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية في مقاطعتي توالامي وكالافيراس شمالي الولاية. وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ، فيما أصدرت أوامر إخلاء عاجلة لعدد من البلدات، من بينها بلدة تعدين قديمة تحمل إرثًا تاريخيًا يعود إلى حقبة "حمى الذهب" في القرن التاسع عشر.

وبحسب إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، فقد اندلع نحو 20 حريقًا منفصلًا منذ يوم الثلاثاء الماضي نتيجة عاصفة رعدية قوية ضربت المنطقة. وأتت النيران حتى الآن على أكثر من 13 ألف فدان من الأراضي المكسوة بالأعشاب الجافة والأشجار الكثيفة، فيما ساهمت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة في تسريع وتيرة انتشار اللهب.

وأكدت السلطات أن الأولوية القصوى في الوقت الحالي هي حماية الأرواح والممتلكات، إذ تعمل فرق الإطفاء بمشاركة طائرات مروحية وصهاريج مياه على احتواء ألسنة النيران ومنعها من الوصول إلى مزيد من المناطق السكنية. كما جرى تجهيز مراكز إيواء طارئة لاستقبال مئات العائلات التي اضطرت لمغادرة منازلها في الساعات الماضية.

وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء إن الوضع لا يزال "خطيرًا للغاية"، مشيرًا إلى أن صعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية تعرقل جهود السيطرة الكاملة على الحرائق.

إقرأ أيضا 

عرض أغلى منزل في الولايات المتحدة للبيع مقابل 300 مليون دولار

زلزال بقوة 5.9 ريختر تضرب شمال غرب الأرجنتين دون خسائر بشرية أو مادية

ذكريات الحرائق 
تأتي هذه التطورات بينما لا تزال كاليفورنيا تتذكر حرائقها الكارثية في  الشتاء السابق و الأعوام الماضية، وعلى رأسها حرائق عام 2020 التي وصفت بالأعنف في تاريخ الولاية، حين دُمّر أكثر من 4 ملايين فدان وخسر آلاف السكان منازلهم، فضلًا عن مقتل العشرات. كما شهدت الولاية في 2018 حريق "كامب فاير" الذي التهم مدينة بارادايس بالكامل تقريبًا وخلّف مئات الضحايا بين قتيل ومفقود، ليبقى وصمة مؤلمة في ذاكرة سكان كاليفورنيا.

ويرى خبراء المناخ أن استمرار الجفاف الحاد وتزايد موجات الحرارة المرتفعة في الولاية يزيد من احتمالات اندلاع حرائق مماثلة كل عام، فيما تُظهر تقارير رسمية أن التغير المناخي يلعب دورًا رئيسيًا في طول موسم الحرائق واتساع رقعتها.