الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025

02:47 ص

دراسة تكشف عاملًا خفيًا وراء إصابة النساء بأمراض القلب دون أعراض تقليدية

الإثنين، 08 سبتمبر 2025 08:44 م

محمد عماد

دراسة طبية

دراسة طبية

على مدى عقود، ارتبطت أمراض القلب والأوعية الدموية بعوامل خطورة معروفة، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري والتدخين. إلا أن دراسة طبية حديثة كشفت عن عامل غير متوقع قد يفسر إصابة العديد من النساء بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية رغم عدم معاناتهن من هذه المخاطر الشائعة.

الالتهاب.. الخطر الصامت

وفقًا لنتائج بحث عُرض خلال اجتماع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، فإن الالتهاب المزمن قد يشكل أحد أهم العوامل الخفية وراء إصابة النساء بمشكلات قلبية خطيرة. وأوضح الباحثون أن بروتينًا معينًا في الدم، يعرف باسم بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)، يعد مؤشرًا دقيقًا على مستويات الالتهاب في الجسم، وهو ما يرتبط بشكل وثيق بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

 

استمرت الدراسة على مدى 30 عامًا وشملت 12,530 امرأة يتمتعن بصحة جيدة في بدايتها، ولم يكن لديهن عوامل الخطر التقليدية. وبعد متابعة دقيقة، تبين أن النساء اللواتي سجلن مستويات مرتفعة من بروتين CRP في بداية الدراسة، واجهن مخاطر أكبر بكثير خلال حياتهن:

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 77%.

ارتفاع احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 39%.

زيادة احتمالية التعرض لأي حدث قلبي وعائي كبير بنسبة 52% مقارنة بغيرهن.

وتم تعريف المستويات المرتفعة لبروتين CRP بأنها أكثر من 3 ملليغرامات لكل لتر من الدم.

تشير هذه النتائج إلى أن الفحوصات التقليدية التي تركز على ضغط الدم ومستويات الكوليسترول قد لا تكون كافية للكشف عن النساء الأكثر عرضة لمخاطر القلب. ويوصي الخبراء بإجراء فحص بروتين CRP كجزء من التقييم الوقائي، خصوصًا للنساء اللواتي لا يظهر عليهن أي من عوامل الخطر التقليدية.

 

يرى الأطباء أن التركيز على الالتهاب كعامل رئيسي قد يفتح آفاقًا جديدة في مجال التشخيص المبكر والوقاية من أمراض القلب لدى النساء، مما قد يسهم في إنقاذ آلاف الأرواح. كما أن اعتماد هذا المؤشر الحيوي في الممارسات الطبية اليومية قد يساعد على سد فجوة طالما حيّرت الأطباء في تفسير إصابة بعض النساء بأزمات قلبية مفاجئة رغم تمتعهن بصحة جيدة ظاهريًا.

search