الإثنين، 29 سبتمبر 2025

12:54 م

موسكو تدعو لبدء محادثات جديدة مع واشنطن حول الأسلحة النووية

الإثنين، 29 سبتمبر 2025 10:55 ص

محمد عماد

القوات الروسية

القوات الروسية

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الاثنين، أن روسيا ترى ضرورة استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، مشددًا على أن أي مسار تفاوضي طويل الأمد لا بد أن يشمل أيضًا بريطانيا وفرنسا باعتبارهما قوتين نوويتين مؤثرتين في الأمن الأوروبي والعالمي.

وأوضح بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن الانطلاق سيكون عبر حوار ثنائي مباشر مع واشنطن، نظرًا لأن معاهدة "نيو ستارت" التي تنظم القيود المفروضة على الترسانتين النوويتين هي اتفاق ثنائي بالأساس، لكنه لفت إلى أن الإطار الأشمل للاستقرار الاستراتيجي يتطلب إشراك القوى الغربية الأخرى في مراحل لاحقة.

وتأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من إعلان موسكو استعدادها، طواعية، للإبقاء على القيود المفروضة بموجب معاهدة "نيو ستارت" لمدة عام إضافي، رغم تعليق مشاركتها رسميًا في الاتفاق عام 2023. وكانت روسيا قد ربطت هذا الموقف بضرورة انخراط الولايات المتحدة في حوار "جاد ومسؤول" بشأن مستقبل الحد من التسلح.

في المقابل، رحبت الإدارة الأميركية مبدئيًا بالعرض الروسي، حيث وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، مقترح الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "خطوة إيجابية للغاية". إلا أنها شددت على أن الكلمة النهائية في هذا الملف تعود للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سبق أن أعلن رغبته في إطلاق مفاوضات أوسع تشمل الصين إلى جانب روسيا.

معاهدة "نيو ستارت"، التي وُقعت عام 2010 بين الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، ودخلت حيز التنفيذ عام 2011، تُعد آخر اتفاق رئيسي ساري المفعول بين القوتين النوويتين. وتنص المعاهدة على سقف أقصى يبلغ 1550 رأسًا نوويًا استراتيجيًا منشورًا لكل طرف، مع تحديد 700 وسيلة إطلاق من صواريخ وغواصات وطائرات قاذفة بعيدة المدى. وقد تم تمديدها عام 2021 لخمس سنوات إضافية بعد تولي جو بايدن الرئاسة.

وتشير التقديرات إلى أن روسيا والولايات المتحدة تمتلكان معًا أكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم. وفي حين تقتصر الترسانات البريطانية والفرنسية على ما يتراوح بين 250 و300 رأس نووي لكل منهما، إلا أن موسكو ترى أن إدخالهما في أي ترتيبات مستقبلية سيعزز من مصداقية الاتفاقيات ويحد من المخاوف الأمنية في أوروبا.

ويرى محللون أن الموقف الروسي الأخير قد يكون محاولة لفتح نافذة دبلوماسية وسط أجواء التوتر الدولي المتصاعد، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد المخاطر المرتبطة بسباق تسلح نووي جديد.

الرابط المختصر

search