الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025

12:31 ص

خالد العناني أول عربي يتولى رئاسة “اليونسكو” بعد فوزه الساحق في التصويت التنفيذي

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 08:16 م

باسم ياسر

الدكتور خالد العنانى

الدكتور خالد العنانى

في حدث تاريخي غير مسبوق، فاز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، برئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد حصوله على توصية المجلس التنفيذي بأغلبية 55 صوتاً مقابل صوتين فقط لمنافسه الكونغولي فيرمان إدوار ماتوكو، وذلك خلال جلسة التصويت التي عُقدت اليوم الإثنين في العاصمة الفرنسية باريس.

ويُعد العناني، البالغ من العمر 54 عامًا، أول عربي يتولى رئاسة المنظمة منذ تأسيسها عام 1945، وثاني إفريقي بعد السنغالي أمادو مختار مبو الذي شغل المنصب بين عامي 1974 و1987، ليُسجل بذلك انتصاراً مصرياً وعربياً وقارياً في آنٍ واحد.

 تفويض كاسح وحملة دبلوماسية ناجحة

 

جاء فوز العناني تتويجاً لمسار دبلوماسي نشط بدأه منذ إطلاق حملته في أبريل 2023، حيث قاد تحركات واسعة شملت أكثر من 65 دولة، التقى خلالها ما يزيد على 400 شخصية دولية من وزراء ومسؤولين وممثلين عن المنظمات الإقليمية.

ونجح المرشح المصري في الحصول على دعم الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، إلى جانب تأييد من دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرازيل ونيجيريا والسعودية، وهو ما عزز من مكانته داخل المجلس التنفيذي، الذي يضم 58 دولة من أصل 194 عضواً في المنظمة.

وأكد دبلوماسيون داخل اليونسكو أن فوز العناني كان متوقعاً بعد أدائه المتميز خلال المقابلات الرسمية في أبريل الماضي، والتي وصف فيها بأنه “الأفضل بفارق كبير”، في حين لم تشارك الولايات المتحدة في عملية التصويت.

 خلفية انتخابية وتمهيد لتولي المنصب

 

وبهذا الفوز، سيخلف العناني المديرة العامة الفرنسية أودري أزولاي، التي أنهت ولايتيها المتتاليتين في قيادة المنظمة، لتبدأ مرحلة جديدة من العمل الدولي تستمر لأربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

ويُنتظر أن يُصادق المؤتمر العام لليونسكو في نوفمبر المقبل في أوزبكستان على توصية المجلس التنفيذي، وهي الخطوة الأخيرة قبل تولي العناني رسمياً مهام منصبه في مطلع عام 2026.

 رمزية عربية وإفريقية

 

يمثل انتخاب العناني لحظة فخر لمصر والعالم العربي، إذ لم يسبق لأي دولة عربية أن تولت قيادة المنظمة خلال نحو ثمانية عقود من تاريخها. كما يُعيد انتخابه حضور القارة الإفريقية إلى موقع القيادة الثقافية العالمية بعد غياب استمر أكثر من 35 عاماً.

ويؤكد مراقبون أن فوز العناني يعكس عودة قوية للدبلوماسية الثقافية المصرية إلى المشهد الدولي، ورسالة بأن العلم والثقافة والتعليم يمكن أن تكون جسراً للتقارب والتفاهم بين الشعوب، وهو ما تعهد به العناني في برنامجه الانتخابي الذي ركز على تطوير التعليم الرقمي، وحماية التراث، وتعزيز الحوار الثقافي العالمي.

الرابط المختصر

search